اسليدراهم المقالات

احذروا … كلنا جواسيس

كتب : خلف الله الانصاري
قد يتعجب القارئ الكريم من عنوان المقال ، ولكن الحقيقة الغائبة عن الأذهان ، نعم كلنا جواسيس ..! والفكرة من المقال تثقيف وتوجيه القارئ الي مصيبة كبري في حق أوطاننا وأنفسنا ، نعم احذروا الاعيب الغرب ، لأننا اصبحنا جواسيس من الفئة أ ، جواسيس موجهة تحت مرأى ومسمع حكامنا وولاة أمورنا ، بل الدول وحكوماتها ساعدت علي انتشار الجاسوسية والأعلام المرئي احد تلك الوسائل المدمرة .
عصرنا الحالي منفتح علي نفسه ،والتكنولوجيا الحديثة من انترنت ووسائل اتصال مختلفة ، مهدت الطريق للعالم الغربي ، أن يدخل بيوتنا ويعرف عاداتنا وتقاليدنا ، ويتعلم لغتنا ويدرس خطواتنا ، ويقتلنا بطريقة الموت البطئ او الموت الأسود ، دون عناء هذه الدول في تجنيد افراد بعينهم أو تكلفة ودفع رسوم أو رسم خطط ….الخ.
عالم الجاسوسية : كما نعرف عالم خطير طرقاته ملتوية ، هو خيانة للوطن والعرض والدين ، هو عالم السرية والغموض خلف الأبواب المغلقة ، عالم السكون الذي ينافس سكون أهل القبور ويتعدى حاجز الصمت والفراغ ، إلا أن كتابنا كسروا كل حواجز الصمت والسرية والسكون ، وتركوا لنا كنوز تملا ارفف المكتبات ، من الكتب سواء عن الجاسوسية أو كتب عن عالمنا وما يدور فيه من عادات وتقاليد وطرق الحياة لتنقل للعالم الخارجي المتربص ، أحوالنا المعيشية من عناء الفقر والبطالة والظلم والجوع والاستغلال والرخاء ، وسهلت الطرق المغلقة أمام الغرب وأعطته الضوء الأخضر ليرسم ويخطط ويهدم ويخرب ويقسم البلاد وينهب خيراتها ويضربنا بعضنا ببعض ، عن طريق استغلال مرضي المال والسياسة الفانية ، وأصبح العرب مع مرور الوقت من مخترعين ومبدعين ومنتجين ومصدريين وأسياد العالم الي مستهلكين فقراء متخبطين ودول العالم الثالث العالم المهجور ، والسبب الرئيسي يا عرب ، البعد عن الدين وحب الدنيا ، وجعلنا مشاهدين لما يقوم به الغرب ، من اختراعات وإبداعات ونحن توقفنا عن الاختراع ، توقفونا عن الإنتاج ، اصبحت الأمة العربية تنهش لحوم بعضها ، والبقاء للأقوى في دوامة الذنوب ومصنع الجريمة ، الأجانب وهبوا انفسهم للعمل والتفوق والنجاح والاختراع ، وسلطوا اختراعاتهم على العالم العربي لنهب ما تبقي من حمار الوجه ، لنهب ما تبقي من أفكاره وخيراته ، ونهب ثرواته لو نظرنا لوجدنا جميع وسائل الاتصال الحالية هي عملية جاسوسية وأوضح لكم ذلك من مخترع الفيس بوك ، الاميل وجميع وسائل التواصل الاجتماعي من واتس اب وسكاي بي وفيبر وايمو واجهزة الأندرويد الهواتف الذكية انهم الغرب …الخ ؟ تلك الوسائل صنعها الغرب ، لتكون الطريق الي خراب الشعوب العربية ، والتجسس والتلصص علينا ، لو دخلنا علي اى وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي لوجدنا كم كبير من الشتم والسب والقذف علي بعضنا البعض ، او علي حكوماتنا او رؤساء بلادنا والكثير ينجرف وراء الاشاعات فالعقول ليست متشابهة ، ولا ننكر ان بعض تلك الوسائل مفيدة لكن الغرض المهين والنصيب الاكبر هو الدمار والخراب وانتشار الفوضى في نواحي كثيرة ، الغرب يتعلم لغتنا العربية ويشاهدنا عبر الفيس بوك ويحصل علي كل معلوماته دون عناء او مشقة ،ونحن لا نرحم بعضنا ولا نفكر ولا نتريث ، الغرب يرسل لنا الافكار الهدامة وبعقولنا نستخدمها دون تفكير ، حتى الهواتف الذكية بها كاميرات تدخل البيوت وتنقل الصورة واضحة ، بين الزوج وزوجته او بنت في عمر الزهور لها صور شخصية وأشياء كثيرة وما خفي كان اعظم صنع البطالة فهاجرت العقول وأغلقت المصانع والمزارع .
الغرب نجح بدرجة امتياز ، وصنعوا وسائل جاسوسية دون تعب وعناء ، وجندوا شعوب وحكومات ورؤساء دول وصنعوا منا جواسيس على أنفسنا ، بنوا اسوار من المشاكل الأسرية التي نشرت العنوسة والطلاق والشذوذ والإلحاد وجرائم القتل والجنس وفتحت العقول المسلمة الي طرق مسدودة ، حتي الاعلام وسياساته المغلوطة كلها تجسس وتخريب ودمار وهذا حالنا غرباء في او اوطاننا ، نعيش الذل والهوان في الغربة نشرب العلقم ونعيش في الظلام ونخاف من غداً ويحضرني خاطرة للشاعر خالد الترامسي يقول فيها :
في مزرعتي تهاجمني تتر من نمل أسود كي تسلب مني عيدان اللؤلؤ ، في مزرعتي ما عدت لأسمع غير دبيب النمل ، فجحافل من نمل أسود غطت جنبات حديقتنا ، تفترس زروعي من وهن فالأمة ضاعت في ظن تراوضها أحلام السلطة ، مزرعتي مترامية الأطراف مزرعتي كانت دوما فخرا للبلدان ، من أقصي البحر العربي حتي حدود محيط المغرب ، تتناوش قصعتها الأمم من وهن حلم السلطان ، نأكل بعضا مثل الدود لم تتعلم أمة طه صنع الدود ، لم تتعلم درس الدود.
دود ينخر فينا العود ، أه من منسأتي قرب سقوطك أه أمة طه ، فلتعلي صيحاتك ولتسلمي وجهك لله ، فالألم زادت حدته و شموخك ضاعت هيبته ، وكأن الموت بلا عنوان فلتفرح صهيون ولتعطي كل عبيط من أمتنا نيشان ، أن حارب بدلا منك أو تعجب أن صارت إحداهم تقترضك فلتفرح ولتحكم فرصك ، ولتعطي هذا الملك وسام ، لم يسطع أن يصلب طوله ويجرد للأمة حملات أحنت ظهره ، وأعطيه قارورة من زئبق كي يفرد عوده ، وتطيل به العمر كي تنفذ بتروله ويعود الشعب المسكين ، يلملم هلالات جعلوا الأمة أضحوكة ، لتصير الأمة بعد العز لذل ، فليوقف كل منكم عنده ، فالأمة ما عادت تتحمل هزة ، فلتطفوا نيران الغل القابع فيكم ليل نهار ، أو تنتظروا مقت الله المنتقم الجبار أو تنتظروا مقت الله المنتقم الجبار.

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم حاجب الاعلانات

يرجي غلق حاجب الاعلانات للاستمرار فى تصفح الجريدة