مقالات واراء

احترام الزمن

احجز مساحتك الاعلانية

المستشار القانوني فاروق عبد الوهاب العجاج

هو حساب دقيق للوقت والجهد اللازم لتنفيذ الاعمال على اختلاف انواعها حسب طبيعتها وحجمها وطرق تنفيذها من الامكانيات المادية والبشرية بكفاءة ومقدرة عالية ضمن الخطة المرسومة لها طبقا لاوقاتها المنهجية المحددة بالايام والساعات المتوافقة مع مسيرة الحياة ومتغيراتها الطارئة على الدوام بحسابات دقيقة مناسبة وذكية

– على ان يكون الالتزام بمناهج التنفيذ من قبل كل مسؤول ومواطن واجب وطني وشرعي –

الوقت هو المحك الذي يقيس به قدرة وكفاءة الدولة والمجتمع والفرد من تمكنهم من مدى الاهتمام به ومعرفة حقيقة فوائده واثاره ضمن الخطط المنهجية المعدة في تنفيذ الاعمال المهمة في حياة الناس واستقرار الوضع الانساني العام في الدولة –

اهمية احترام الزمن ليس منهج حكومي او هيئة او منظمة انما يكون ايضا مهم في حياة كل فرد وفق منهج حياة منظم طبقا لحاجاته واعماله اليومية وضمن منهج كل اسرة في تلبية حاجاتها الخاصة وضمن منهج حياة كل مكونات المجتمع ضمن علاقاتهم وتقاليدهم الخاصة –

مناهج حياة تعمل بازمنة محددة واوقات تكون لها ذات طابع حضاري وشمولي وانساني واسع الفائدة بوعي سليم وادراك صائب لمجمل الظروف والاوقات –

تحقق الاستقرار والطمانينة لمستقبل وحياة افضل
الزمن ليس مجرد ميل ساعات تسير باتجاه عقارب الساعة ليسجل مقدار الزمن الذي تقطعه مسيرة الحياة ويدور كما تدور الارض حول نفسها وحول الشمس لتسجل الايام والاسابيع والاشهر والسنين

وليس هو الليل والنهار كما ليس هو شروق الشمي وغروبها ولا هو القمر لما يصبح بدرا, انما هو كل ذلك هو دورة الحياة الانسانية في كل فصولها في شتاءها وربيعها وصيفها وخريفها هو في غناها وفقرها وبؤسها واحزانها وافراحها ومسراتها في انتصاراتها ونكساتها

هو الزمن الذي يمثل الصورة الحقيقية للحياة الانسانية عبر كل العصور الماضية إلى العصر الحالي والسائر نحو الزمن القادم في صورته الانسانية الجديدة بخصائصها الفكرية التاريخية الخالدة في صفحاتها بكل دقة ولا يترك كل مسالة صغيرة وكبيرة الا وقد احصاها بحقيقتها الانسانية شئنا ام ابينا ,

هذه هي حقيقة الزمن كما رسموها لنا اجدادنا القدماء وكما سنرسمها نحن في مسيرة حياتنا عبر الزمن الذي نعيشه في هذا العصر عصر القرن الواحد والعشرين في بلداننا كحقبة تاريخية ومنقولة إلى اجيالنا القادمة—

لكل امة تاريخها الخاص تفتخر به اذا كان حافلا بالانجازات المفيدة لحياة الانسان وبتطور المجتمع وتكون محل لوم اذا اخفقت وبقت متخلفة في ميادين المعرفة والعلوم والتقدم الحضاري زمن متواصل في مسيرته

رغم كل المتغيرات الطبيعية والاجتماعية والبيئية فلا يلتفت إلى الوراء
وباهتمام لمن يتخلف عن مسيرته ومن يفتقد إلى الادراك والوعي في كيفية استثمار ساعات وايام الزمن في تحسين وانجاز اعماله كما تتطلبها ضرورات معيشة الانسان في كل وقت وظرف ومكان

ويعيش مع المسيرة الزمن بقوة التحدي ومقاومة الممنوعات والمعوقات مهما بلغت قوتها وعنفها بالارادة الواعية والشعور بالمسؤلية والحرص على احترام الزمن في اداء الواجبات باعلى ما هو مطلوب وفق مقتضى الاحوال-

انه زمن عصر التحدي والصمود والابداع والابتكار في المسيرة الدائمة ولن تتوقف ما دامت تنبض القلوب بنبضاتها المتسارعة في جسد الحياة جيلا بعد جيل حتى ان تغيب وتموت يوما ما وتسير وتعيش البشرية وفق عقولها المدركة لضرورات ادامة حياتها بالتقدم والتطور والازدهار في كل مجال وفي مختلف الظروف-

متى ندرك ذلك ونعرف ما هو مقدار اهمية الزمن في تاريخنا الحاضر ومن اجل مستقبل اجيالنا القادمة ,

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى