0 ینایر شهدت إيران موجة متصاعدة من الاحتجاجات التي شملت مختلف المحافظات والمدن. من طهران إلى جيلان، ومن الأهواز إلى أصفهان، خرج آلاف المتقاعدين والعمال والمرضى للتعبير عن استيائهم من سياسات النظام وتجاهله لحقوقهم الأساسية. هذه الاحتجاجات تعكس حجم الغضب الشعبي المتزايد تجاه الفساد وسوء الإدارة في المؤسسات الحكومية، في وقت يعيش فيه ملايين الإيرانيين تحت وطأة الفقر والحرمان.
في طهران، شهدت الاحتجاجات أمام وزارة التربية والتعليم قمعًا وحشيًا من قبل قوات الأمن. استخدمت السلطات بخاخات الفلفل لتفريق المعلمين المتقاعدين الذين احتجوا على تأخر مستحقاتهم لأكثر من 17 شهرًا. هذا الهجوم أدى إلى إصابة عدد من المعلمين والمعلمات في العيون والحلق، مما أثار استياء واسعًا وهتافات غاضبة من قبل المحتجين مثل “بلا شرف، بلا شرف”. هذا القمع يبرز الوجه العنيف للنظام الإيراني في مواجهة أي صوت يطالب بالعدالة.
في طهران، تجمع متقاعدو شركة الاتصالات أمام مكاتب الشركة للتنديد بسياسات “هيئة تنفيذ أمر خميني” و”شركة التعاون التابعة لحرس النظام”. المحتجون طالبوا بحقوقهم التقاعدية المسلوبة واستنكروا استغلال النظام لثرواتهم. هذا التجمع يعكس حجم السخط الشعبي حتى في العاصمة، حيث يواجه المتقاعدون أوضاعًا اقتصادية صعبة.
وفي محافظات ومدن مثل جيلان، خرم آباد، طهران، كرمانشاه، وإيلام، نظم متقاعدو شركة الاتصالات احتجاجات متزامنة للتنديد بنهب حقوقهم من قبل “هيئة تنفيذ أمر خميني” و”شركة التعاون التابعة لحرس النظام”. كما شهدت رضوانشهر تجمعًا لعمال شركة الصناعات الخشبية والورقية (چوكا) احتجاجًا على تأخر دفع رواتبهم. وفي طهران، احتشد مرضى ضمور العضلات الشوكي (SMA) أمام وزارة الصحة، مطالبين بتوفير العلاج الضروري لهم، في ظل تجاهل حكومي لمعاناتهم.
وفي رضوانشهر بمحافظة جيلان، تجمع عمال شركة (چوكا) للتنديد بتأخر دفع رواتبهم والممارسات الظالمة للإدارة. عبّر المحتجون عن استيائهم من تجاهل المسؤولين لمعاناتهم، في وقت يعانون فيه من ظروف معيشية قاسية.
وفي الأهواز، خرج متقاعدو شركة الاتصالات إلى الشوارع احتجاجًا على فساد “هيئة تنفيذ أمر خميني” و”شركة التعاون التابعة لحرس النظام”. أكد المحتجون أن حقوقهم تُنهب علنًا، مطالبين بإنهاء سيطرة النظام العسكري على الشركات الاقتصادية.
وفي أصفهان وكرمانشاه، احتشد المتقاعدون للتنديد بسوء الإدارة والفساد الذي يهدد حقوقهم التقاعدية. هذه الاحتجاجات تعكس حالة الغضب الشعبي المتزايد في المدن الكبرى.
النظام الإيراني الذي ينفق مليارات الدولارات على دعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، من تمويل حزب الله في لبنان إلى الحوثيين في اليمن، وأنفق علی نظام الأسد في سوريا، بالإضافة إلى مغامراته النووية، يترك شعبه يعاني من الفقر. يعيش ثلثا السكان تحت خط الفقر، بينما يواجه المحتجون يوميًا قمعًا وحشيًا. في ظل هذا الواقع، يتوقع المراقبون أن تكون هذه الاحتجاجات مقدمة لانتفاضة كبرى ضد نظام لا يمتلك سوى أدوات القمع والظلم. الشعب الإيراني يطالب بحياة كريمة وحقوق مشروعة، والنظام يواجه هذه المطالب بالرصاص والهراوات، مما يجعل سقوطه مسألة وقت فقط.