كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل المفكر والفيلسوف العربي والاسلامي الكبير ابن رشد ، الذي تميزت فلسفته بالرصانة وتميز فكره بالعقلانية والطموح العلمي المتوج بارادة الوضوح في طروحاته المستوعبة للحقيقة . ابن رشد تعرض للاضطهاد واتهم بالزندقة وتم تكفيره ومحاكمته ، لانه طرح فكرا وفلسفة تتعارض مع العقليات المتخلفة آنذاك ، حيث تم احراق كتبه وادانته بالمروق . كان ابن رشد في دولة الموحدين في المغرب ، وقد كان في البدايةفي الاندلس ، ثم انه ارتحل الى المغرب في ظل الموحدين ، وهنا تعرض للملاحقة والمحاكمة بتهم لا يمكن ان يقال عنها الا انها باطلة ، وبعد ان تم تصفيته جسديا في المغرب ، ودفن فيها . فانه لم يسلم على جثته حتى تمت عملية اعادتها الى الاندلس ، اي انه عاد ليعبر الحدود وليستقر في بلاد الغرب . ولقد اتسمت فلسفة ابن رشد بالعقلانية ، كما انه طرح فكرا انسانيا حضاريا يعبر عن نظرة علمية ووضوح فكري ، مما جعله محط شكوك من حكام الموحدين ، وهكذا تم اعتباره زنديقا وتم تكفيره وتقديمه لمحاكمة شرعية ادانته بالمروق والزندقة ، حيث تم نفيه ومن ثم موته ودفن في المغرب ، وبعدها نقل جثمانه الى الاندلس .
ابن رشد الذي احرقت كتبه وادين واتهم بالكفر , واحرقت كتبه ، حيث خسر المجتمع العربي مفكرا من طراز خاص ، استقبلت المؤسسات العلمية في الغرب ، نتاجه العلمي والفلسفي ، وتمت ترجمته الى اللغات الاوربية ، فكانت الجامعات الاوربية قد استقطبت تلك الافكار ورحبت بها وترجمت الى اللغة اللاتينية . عالم ضيعه قومه .. وانكروا عليه سعة علمه وابداعه وفلسفته وعقلانيته ، فكان ان اكرمته الجامعات الاوربية واعادت الثقة بفلسفته .
والسؤال الذي يطرحه ” عزيز مشواط ” الكاتب المغربي ، هو ( هل فعلا ينتمي ابن رشد الى حضارتنا ؟). ان هذا السؤال يمكن ان نعتبره ادانة للمجتمع العربي آنذاك لانه تنكر لعالم كبير وضيعه في متاهات التكفير الجائرة .