يعد الموسيقار عبد العظيم محمد أحد فرسان زمن الفن الجميل فقد عاصر محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وبليغ حمدي ومحمد الموجي وكمال الطويل وغيرهم ، وكان منهج حياته الإبداع والإتقان والأخلاق الطيبة وقد فتحت إيمان عبد العظيم محمد الحارسة الأمينة على تراث والدها الفني قلبها حيث قالت : والدي الموسيقار عبد العظيم محمد ولد يوم 7 يناير عام 1923 ببني مزار بمحافظة المنيا وحفظ القرآن الكريم منذ الصغر مما كان له الأثر الكبير فى حياته من تواضع وحب الناس وقربه من الله تعالى .
حضر والدي إلى القاهرة في عام 1941 وتعلم عزف العود ثم التحق بالمعهد للفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1950 وأعجب به محمد حسن الشجاعى مراقب الموسيقى والمسئول عن الغناء بالإذاعة المصرية فى ذلك الوقت عندما استمع إلى أغنية (أنغام وذكرى) التي لحنها للمطرب جلال فكرى فأعطاه الفرصة لتقديم أول ألحانه بالإذاعة فكانت أغنية (باسم الله كلنا نتعاهد) للمطربة عصمت عبد العليم وبدأت ألحان والدي تنتشر حيث لحن لكبار المطربين والمطربات فقد لحن للمطربة ورده الجزائرية كل أطباء القلب ومن سنين فاتت و 3 أخوة من دير ياسين ولحن للعندليب عبد الحليم حافظ أغنية الفنارة ولمحمد قنديل ماشى كلامك وعابد المداح ولمحرم فؤاد زى ماكون عطشان وزى نور الشمس وخطاب مفتوح وقرية عيلبون ولمحمد رشدي ياليلة ما جانى الغالي ولفايزة أحمد ودوبني دوب وهذه الصخرة ولمها صبري الليلة دي ليله حلوة وفيها جون التي تعد أشهر أغنيات كرة القدم ولأحمد سامي وشك حلو عليه ولنجاة الصغيرة أنت اللي ظالم مش أنا ولنجاح سلام بالسلامة يا حبيبي بالسلامة والتي تذاع مقدمة لبرنامج طريق السلامة بإذاعة البرنامج العام ولشريفة فاضل والله لسه بدري يا شهر الصيام ولشهر زاد سمينا وعدينا التي تعد من أوليات أغنيات العبور ونصر أكتوبر عام 1973 ولعبد الغنى السيد ثورة الأحلام ولفايدة كامل منصورة يا مصر والبركان العربى وبالإرادة وفات الكتير وكل يوم بنزيد صلابة وحبيبي لما عاد ولنازك دوامة .
كما لحن والدي 4 أغنيات من فيلم الشيماء وأغنية حطه يا بطه في فيلم بياعة الجرايد وأغنية بص لي بصة فى فيلم دلال المصرية وموسيقى مسرحية لوكاندة الفردوس ومسلسل نور الدين زنكي لتليفزيون قطر ومسلسل نسور البحر وصور غنائيه عديدة ومجموعة أغنيا دينيه بالتعاون مع الشاعر الكبير بشير عياد وأعمال أخرى كثيرة لمحمد فتحي ومحمد الحلو ومحمد ثروت وعلى الحجار وهاني شاكر وإيمان الطوخي وطارق فؤاد وأحمد إبراهيم وهذا على سبيل المثال لاالحصر لأن ألحان والدي بالمئات ولم يأخذ حقه من الشهرة الكافية بحجم أعماله وتوفى والدي يوم 30 يناير عام 2008 بمستشفى الانجلو وتوارى جثمانه الطاهر في مقابر السيدة نفيسة بجوار والدتي وقبل وفاته أوصى بعد نشر نعي في الصحف وإقامة عزاء.
أضافت إيمان عبد العظيم محمد : والدي تعرف على أمي في الإذاعة فقد كانت تحاول الغناء فذهبت مع والدها فرآها والدي فأعجب بأخلاقها الكريمة فتقدم لخطبتها وتفرغت لرعاية والدي وتربيتنا وأنا من مواليد القاهرة في 25 سبتمبر عام 1966 ويكبرني أخي طارق المولود عام 1958 وتخرجت في كلية الآثار قسم مصريات عام 1988 ولا أعمل حاليا ومتفرغة للكتابة ولم أكن أعرف قيمة عمل والدي وأنه مبدع موسيقي وعندما كان عمري تقريبا 10 سنوات سمعت الحان فيلم الشيماء لسعاد محمد فأدركت حينها بقيمة والدي كفنان وكيف أنه ينسج ألحانه وتشدو بها موسيقى السماء فهو يحمل فوق عاتقه رسالة سامية هدفها إرساء الذوق والمعاني والقيم الجميلة وكنت استيقظ أيام الأجازات الدراسية على صوت أنغام تطرق أذني فتنساب بين جوانحي فتأثرت بها حتى يومنا هذا .
في سياق متصل قالت إيمان ابنة الملحن الكبير عبد العظيم محمد : والدي كان لا يلحن إلا عندما توجد أمامه كلمات فيحسها ثم يستوعبها لكي يلحنها وكان يكتب النوتة الموسيقية بنفسه لأنه درسها في المعهد العالي للموسيقى المسرحية وكان والدي ( رحمه الله ) كان يحب الالتزام في المواعيد والدقة والإتقان في العمل ويكره النفاق والكذب والتسيب المهني والأخلاقي والإسفاف ومن الأصدقاء المقربين لوالدي : محمد قنديل ومحمد رشدي وكمال حسني ومحمد فتحي والمطربة السورية سهام إبراهيم ومن الشعراء : عبد الرحمن الأبنودي وعبد الوهاب محمد وكان صديقه الصدوق الذي حزن كثيرا لوفاته الشاعر علي مهدي وكان والدي يحب إبراهيم حفني المذيع في إذاعة الأغاني ووالدي لحن أغنية في قلبي غرام غناء محمد عبد المطلب وسجلها يوم ولادة أخي طارق وأتمنى إذاعة الأغنيات التي لحنها والدي وهى بالمئات لأن إذاعتها تعد الحفاظ على تراثه الذي نعتز ونفتخر به .