كتبت :منى حامد
سِيادة الدُّكتور الهِلالي وزير التَّربية والتَّعليم ،هَذا وكنَّا ننتظر مِن سِيادَتكم تَطوّرا ًوإِزدِهاراً ففَاجَئَتْنا الخُطوبُ في فَلذَّاتِ أكبادِنا ؛ فإِذا هي تدهوراً وإِنهياراً في أهمّ دعائِم التَّعْليم ،أَلا وهُو المُعلّم .
نَفيدَكم وكنَّا ننتظر مِن سيادَتكم الإِفادة ، أنَّ مدارِسكم أصبحت كما المُعتقَلات تنْهال عُنفاً وضَرباً ضدّ الأطفال و تَستحدِثُ وسائِلَ عِقابٍ ما أَنزل اللهُ بها من سُلطان ، و أنَّ أحد مُعلّمِي المَنظومة التَّعليمية و إسمُها وفاء ، هي مِن ناقصِي الأهلِيَّة مَعدومِي الضَّمائِر ، على أيْديها تُنتَهك الطُّفولة ويختَنِق الإِبداع ، تستغلُّ مَدارِسكم لتُمارس إذلالاً على الأطفال وتَمتَهن كرامَتهم فتُكسِر أيدِيهم وأَرجُلهم وتتَورَّم الأَطراف ، ووللأسَف ليْت هذا فَقط ماكَان .
فعَلى بُعد أَمتار مِن مَنزِلكم ، تُقايِض النُفوس بالدّرُوس و يُجرّ الأطفالُ جراً إِلى قَضاها مَخافةً مَزيد مِن الضَّرب والإِهانة ،فإِذا بالدُروسُ الخُصوصيَّة التّي تُحاربونها هِي إِجباراً وكَرها ً، و إِذا بالجَريمَة جَريمَتين اعتداءً بالضربِ وإجباراً على دُروسٍ خُصوصيَّة ، وكانت النَّتيجة أقدَمت رَنا على الإنتِحار وَوَارَى صِباها الغَضّ التُّراب .
نعم سِيادَتكم قَد وَقع ماكان مَحظورا على الخَيال ، ماتت رنا مَخافَةً إِشراقة شمسٍ ليومٍ دراسي جديد ، مهابةً أن ترَى الوَحش المُخيف المُتَمثّل في مِس وفاء ، ماتت رنا وهي تِلعن مِس وفاء ، تَبصُق الحَياة القَاسية وتَركل الدُّنيا المَادية الغَادرة لتُغادِرها غَير أسفةً على مُستقبل كان يَبدو مُبتسماً فبَات مُظلماً .
نَعم سِيادَتكم على بُعد أَمتار مِن مَنزِلكم لا في جَنوب الوَادي ولا أَسْوان ، أَتي الشّتاء يَملأ قُلوبنا حُزناً ، أتَي الشّتاء قارصاً ليَختطِف منَّا وَردةُ الرَّبيع رَنا .
و أَنا إِذا يَقتُلنِي أنَّات أُم مَكلومَة ، و لَسْت مَوضِع سُلطة ، فَحقَّ لِي التَّسائُل أَين مُدراء مَدارسِكم مِن صَيحات لأطفالٍ تِستَغيث وتَجوب الجُدران فلا تُغاث .
سيّدي هَا هِي بَين أَيديكم حَالة ” رَنا مجدي علي حسن ” ذات الإِحدى عشر عاماً فتاةُ السادسةِ الابتدائي فَتاةُ بَني عِبيد ، حالةٌ تَستوْجِب جُلَّ وَقتَكُم الثَّمين ، لتَقف عَلى حَال مَدارسَكم فلا تَعودوا تَتَسائِلون لِماذا يتَهَرَّبون التَّلاميذ لِماذا هُم مُتغيبون ، الإِجابة بالطّبع مُخيفة ورُبما هَالتَكُم الحَقيقة ؛ أنهم رُبّما مَاتُوا فَهُم للأَبدِ مُتغَيُّبون .
وَ لِيعلَمَ سِيادتكم أنَّ تِلك الزَّهرةُ التَّي قُطفت وهَذا العُود الأَخضَر الذي أُجْتِثَّ مِن فَوق الأَرضِ يتَطلَّب مِنَّا نِظاماً ومُجتمعاً التَّكاتُف أَمام جَبرُوت مَن تُسوَّل لَهُ نَفسَه أنْ يَغتال رُوح طفل ٍمِن أَجلِ أنْ يَقتات مِن وَراء جَرحَه وإِهانتهِ .
وأَنَّ الأَمانة فِي أَعناقِنا تَقتَضِي أنْ نتَبصَّر بالمَخاطر المُحدِّقة بأطفالِنا نُنَاشِدَكُم أن تجتَثُّ مِن مَدارِسنا هَذا القاتل الصَّامت يقتُل دون مقدّمات ، لنُنقِذ أَولادُنا مِن براثِن تُوشِك أن تَطبُق عليهِم تِزهَقُ أرواحُهم ، فمَاذا يتبَقَّى لَنا إِن تَرَكنا أطفالَنا يُحارَبون وَحدهم بِنُفوسِهم الغضَّة البَريئة ، وإِن تَركنا البَراءةَ وحدَها فِي مواجهَة رُعونة وقَسوة مُعلِّمة ، تُمارِس سَطوَتها وأَمراضُها النَّفسيه العَقِيمة .
وإِلى الطَّاغية وَفاء أُوجِّه الحَديث ، لا تَنسي أنَّك يوماً تَقِفين أمام الله مُشبَّعة بأَلام الأَطفال و بدُموعِهم التّي سَفحتِيها ظُلماً وقسوة ، تَسحَقُك دِماء رَنا البَريئة ، تُكبِّلك لَعنات الأَباء والأُمهات ، لتَقتَصُّ مِنكِ أنْتِ وكُلُّ مَن على شاكلتِك يومٌ لا ينفعك مالٌ ولا بنون (فورَبِكِ لنسألنَّهم أجمَعين عمَّا كَانوا يَعمَلون ) و أقسمُ أنَّنا لنْ نتْركك أبداً تنعَمين بالحَياة فأَنتِ لا تَستَحقِّين إلَّا الخِزي والعَار ، ويوماً ما تُكبَّلين بالأَصفاد .
صَبراً أهلَ رنا و صِبراً والِدتها الثَّكلى ، صبراً صَديقاتها فغداً لناظرِيه قَريب ، وعدلُ السماءِ آتٌ لا مَحالة ، فلا تَستَعجِلوه .
نَفيدَكم وكنَّا ننتظر مِن سيادَتكم الإِفادة ، أنَّ مدارِسكم أصبحت كما المُعتقَلات تنْهال عُنفاً وضَرباً ضدّ الأطفال و تَستحدِثُ وسائِلَ عِقابٍ ما أَنزل اللهُ بها من سُلطان ، و أنَّ أحد مُعلّمِي المَنظومة التَّعليمية و إسمُها وفاء ، هي مِن ناقصِي الأهلِيَّة مَعدومِي الضَّمائِر ، على أيْديها تُنتَهك الطُّفولة ويختَنِق الإِبداع ، تستغلُّ مَدارِسكم لتُمارس إذلالاً على الأطفال وتَمتَهن كرامَتهم فتُكسِر أيدِيهم وأَرجُلهم وتتَورَّم الأَطراف ، ووللأسَف ليْت هذا فَقط ماكَان .