اهم المقالاتمقالات واراء

إيران على صفيح ساخن

احجز مساحتك الاعلانية

في ظل تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة مسعود بزشكيان، تتصاعد الأزمات الداخلية في إيران بشكل ملحوظ. فقد شهدت الساحة السياسية صراعات حادة بين مختلف الفصائل المتنافسة على السلطة، حيث تبادلت الاتهامات بالفساد والخيانة. وقد عبرت وسائل الإعلام الإيرانية عن هذه الحالة من الفوضى السياسية، حيث وصفت صحيفة كيهان المقربة من المرشد الأعلى المحيطين ببزشكيان بأنهم “حفنة من الفاسدين والجواسيس”، بينما أشارت صحيفة شرق إلى الضغوط الهائلة التي يواجهها بزشكيان في اختيار فريقه الحكومي.

وفي خضم هذه الاضطرابات السياسية، يواجه النظام الإيراني تحديات اجتماعية واقتصادية متزايدة. فقد اتسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية ضد تردي الأوضاع المعيشية، حيث دخل إضراب عمال النفط والغاز والبتروكيماويات شهره الثاني، مع خروج العمال إلى الشوارع في العديد من المدن الإيرانية.

وفي محاولة للسيطرة على الوضع المتدهور، لجأ النظام إلى تصعيد القمع الداخلي وتكثيف عمليات الإعدام، حيث أعدم أعدم الجلادون 23 سجينًا، في الأسبوع الماضي، بينهم أربع نساء، في سجون زاهدان وعادل آباد بشيراز وبارسيلون بخرم آباد وقزل حصار وديزل أباد بكرمانشاه وقم وبيرجند وبندر عباس وأرومية وفقاً لتقارير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. كما سعى المرشد الأعلى علي خامنئي إلى توحيد صفوف النظام وتوجيه الأنظار نحو القضايا الخارجية، مؤكداً على أهمية قضية غزة وداعياً إلى عدم التهاون في دعمها.

في اجتماع عقد يوم الأحد 21 تموز (يوليو)، تحدث خامنئي مع أعضاء البرلمان الإيراني عن الحاجة إلى توحيد الصفوف وتجنب النزاعات الداخلية، مشدداً على أنَّ تصعيد الحروب في المنطقة لا يزال يمثل أولوية للنظام. وأكد على أهمية قضية غزة، مشيراً إلى أنها تبقى القضية الأولى للعالم الإسلامي. وقال: “لقد تحدثت مع البرلمانيين حول الشؤون الخارجية والدبلوماسية، وقضية غزة تمثل أحد الأمثلة على ذلك. لا تتوقفوا عن العمل، فهذه الفترة ذات أهمية كبيرة، وربما أكبر من الأيام الأولى”.

على صعيد آخر، أطلق رحيم صفوي، مساعد ومستشار خامنئي، تصريحات مثيرة للسخرية والجدل، حيث قال: “في ذكرى أربعين شهداء كربلاء، سيزحف 10 إلى 20 مليون شخص نحو كربلاء. إذا قام هؤلاء بتغيير مسارهم قليلاً نحو القدس لتحرير فلسطين، فمن يستطيع مقاومتهم؟”.

هذه التصريحات من صفوي، والتي صدرت عن عنصر عسكري بارز، تكشف عن استخدام النظام للتحريض على النزاعات الخارجية كوسيلة للسيطرة على الوضع الداخلي المتأزم.

خامنئي بدوره حذر خلال لقائه مع أعضاء البرلمان وبزشكيان من خطر النزاعات الداخلية، مؤكداً على أهمية توجيه الجهود نحو إثارة الحروب في الخارج، مشيراً إلى أن “هذه الفترة تحظى بأهمية أكبر من أي وقت مضى”.

في الآونة الأخيرة، كانت هناك آمال لدى البعض بأن الرئيس الجديد للنظام قد يكون قادراً على استرضاء الوضع. لكن الشعب الإيراني يدرك منذ فترة طويلة أن لعبة الإصلاحيين مقابل الأصوليين قد انتهت. خلال 45 عامًا من التجربة، ثبت أن النظام غير قابل للإصلاح وأن لا أحد من داخله يمتلك الإرادة والقدرة على تنفيذ إصلاحات حقيقية.

الرئيس الجديد للنظام ليس سوى دمية في يد خامنئي، متفانٍ في تنفيذ سياساته. وقد أعرب عن فخره بماضيه في “الباسيج” والحرس الثوري، وتصريحاته الأخيرة لم تترك أي شك في التزامه بالقمع الداخلي، وتصعيد الحروب الخارجية، والمضي في المشاريع النووية.

وفي الأسابيع الأخيرة، أكد دعمه العلني لوكلاء النظام مثل حزب الله والحوثيين، مشيراً إلى استمرار النظام في تقديم الدعم كما كان من قبل. الواقع الأهم اليوم هو رفض الشعب الإيراني لمجمل النظام واستعداده لمواجهات وانتفاضات مستقبلية.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button