أخبار إيرانأخبار عالميةأهم الاخبارمقالات واراء
إيران على أعتاب النووي… لماذا الدبلوماسية إذًا؟


الدکتور عاصم عبدالرحمن
تكاد إيران أن تتحول إلى دولة نووية بحيث باتت قادرة على إنتاج مواد انشطارية تكفي لسلاح نووي خلال أسابيع. هذا التقدم، الذي جاء نتيجة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي والعقوبات اللاحقة، وضع الشرق الأوسط على شفا أزمة غير مسبوقة. الآن، مع بدء المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، أصبحت الدبلوماسية الحل الوحيد لمنع وقوع الكارثة الكبرى.
التقدم النووي الإيراني
بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، تخلت إيران عن قيود الاتفاق وزادت من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من التسلح. رغم إصرار طهران على أن برنامجها سلمي، إلا أن مخزون اليورانيوم المخصب والتقدم في أجهزة الطرد المركزي أثار قلقًا دوليًا. هذا الوضع وضع إيران في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين تحتفظان بالخيار العسكري على الطاولة.
جذور الأزمة
كان قرار دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، الذي كانت إيران تلتزم به وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، نقطة تحول في الأزمة. أدت العقوبات الأميركية الثقيلة إلى شل اقتصاد إيران ودفع طهران إلى تسريع أنشطتها النووية. هذه الدورة من الفعل ورد الفعل دمرت الثقة بين الطرفين وجعلت المفاوضات أكثر صعوبة.
الضغوط الداخلية والخارجية على إيران
إيران اليوم في واحدة من أضعف مواقفها. اقتصاد منهار تحت وطأة العقوبات، والسخط الشعبي من القيادة بلغ ذروته. في الوقت نفسه، أضعفت الهجمات الإسرائيلية على منشآت إيران وقواتها الوكيلة موقف طهران. ومع ذلك، ترى القيادة الإيرانية أن أي تراجع على أنه علامة ضعف، ما يعقد المفاوضات.
حتمية الدبلوماسية
يمكن لاتفاق جديد أن يعكس التقدم النووي الإيراني، ويفرض قيودًا طويلة الأمد على برنامج التخصيب، ويعزز الرقابة الدولية. في المقابل، يمكن أن يمنح تخفيف العقوبات دفعة جديدة لاقتصاد إيران ويخفف من حدة الضغوط الداخلية. الدبلوماسية لا تمنع الحرب فحسب، بل يمكن أن تساهم في استقرار المنطقة.
مخاطر الفشل
في حال فشلت المفاوضات، ستكون العواقب كارثية. تفعيل “آلية الزناد” من قبل أوروبا قد يعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة ويدفع إيران إلى الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. هذا السيناريو يزيد من مخاطر الهجمات العسكرية، التي لن تدمر المنشآت النووية الإيرانية فحسب، بل قد تدفع البرنامج النووي نحو التسلح.
الدبلوماسية إذًا هي الحل الوحيد لمنع أزمة نووية، لذا يجب على واشنطن وطهران استغلال هذه الفرصة المحدودة لإنشاء اتفاق مستدام يضمن الأمن الدولي ويسمح لإيران بالتخلص من ضغط العقوبات الدولية.