منذ أعوام طويلة نسبيا، حذر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية(المعارضة الوطنية الايرانية الرئيسية ضد نظام الملالي)، من دور ونشاطات نظام الملالي في نشر الافکار والمبادئ التي تدعو للتطرف والارهاب وأکدت على إن العديد من المراکز والمٶسسات الدينية والثقافية التي تنشط تحت ستار الدين تقوم وبطرق غير مباشرة بالدعوة والتحفيز على ذات الافکار والتوجهات التي تتفق مع نهج النظام الحاکم في طهران، بل وإن هذا المجلس وإن کان قد حذر من نشاطات العديد من المراکز والمٶسسات الدينية العاملة في البلدان الاوربية ولاسيما في ألمانيا، فإنه قد حذر على وجه التحديد من النشاطات المشبوهة ل”المركز الإسلامي في هامبورغ”(IZH)، وکما أثبتت نشاطاته المختلفة عى مر الاعوام الماضية، فإن توجهاته کانت تخدم في خطها العام نهج نظام الملالي وسياساته المشبوهة في المنطقة والعالم.
يبدو بأن السلطات الالمانية قد إنتبهت بعد کل هذه الاعوام الى مشبوهية دور ونشاطات هذا المرکز على الاراضي الالمانية ولذلك بادرت الى حظره، وبعد مرور خمسة أسابيع على حظر المركز من قبل وزيرة الداخلية الاتحادية، نانسي فايسر. وفي تطور لافت، قامت السلطات الألمانية بطرد محمد هادي مفتاح، رئيس “المركز الإسلامي في هامبورغ” (IZH)، ووفقا لتقارير من صحيفة Bild، اليومية واسعة الانتشار، تلقى مفتاح أمرا بمغادرة البلاد في غضون 14 يوما، مع انتهاء الفترة المحددة في 11 سبتمبر.
هذه الخطوة جاءت بعد توصيات من مكتب حماية الدستور في هامبورغ، الذي أكد أن مفتاح كان نائبا رسميا للزعيم علي خامنئي، في ألمانيا حتى لحظة طرده، ووفقا لموقعT-Online،وصفت السلطات الألمانية وجود “مصلحة جدية بوجه خاص في الطرد”، وذلك نظرا لدور مفتاح كأعلى ممثل ديني للنظام الإيراني في ألمانيا.
هذا الاجراء الملفت للنظر يٶکد مرة أخرى على مشبوهية الدور والنشاطات التي تقوم بها المٶسسات والمراکز الثقافية وحتى السفارات والقنصليات التابعة لنظام الملالي في بلدان العالم المختلفة وبشکل خاص في البلدان الغربية، ومن دون شك فإن هذه النشاطات المشبوهة تعمل على حرف أفکار وتوجهات المسلمين المقيمين في ألمانيا وأوربا وبشکل خاص المسلمين الشيعة وجعلها تسير بإتجاه وسياق يتفق تماما مع النظام الحاکم في طهران، وحتى إن النشاطات الاخيرة التي کانت تدعو بصورة وأخرى للعمل من أجل دعم وتإييد حزب الله اللبناني الارهابي، قد فضحت هذا المرکز وعرته وجعلته يبدو على حقيقته من دون أي رتوش، ولاريب من إن غلق هذا المرکز يعتبر بمثابة صفعة دولية مٶلمة أخرى للنظام الارهابي في طهران ويکشفه على حقيقته البشعة.