أخبار إيرانأهم الاخباراهم المقالاتمقالات واراء

إيران تكشف عن صاروخ باليستي جديد: رسالة ضغط أم استعراض داخلي؟

تهديدات مباشرة للقواعد الأميركية… والبرنامج الصاروخي يدخل مرحلة أكثر تعقيدًا

كشفت وزارة الدفاع في النظام الإيراني عن صاروخ باليستي جديد يعمل بالوقود الصلب ويبلغ مداه 1200 كيلومتر، وذلك في خضمّ التصعيد الكلامي بين طهران وواشنطن، وعلى وقع تعثّر المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الملف النووي ومواضيع إقليمية أخرى.

وجاء الإعلان الرسمي عن الصاروخ الجديد الذي يحمل اسم «قاسم بصير» عبر تلفزيون النظام يوم الثلاثاء 4 مايو 2025، حيث قدّمه الإعلام الرسمي بوصفه “أحدث إنجاز دفاعي”، فيما بدا الرد على ما وصفه وزير الدفاع في النظام، نصيرزاده، بـ«التهديدات الصريحة» من قبل المسؤولين الأميركيين.

وقال الوزير في مقابلة متلفزة إن بلاده «سترد بقوة إذا تمّ فرض حرب عليها»، مؤكدًا أن النظام لن يتوانى عن استهداف «مصالح الأميركيين وقواعدهم» في المنطقة، مضيفًا: «ليست لدينا أي عداوة مع جيراننا، لكن القواعد الأميركية هي أهدافنا».

تقنيات متطورة وقدرات اختراق

وبحسب التقرير المصوّر الذي بثه التلفزيون، فإن الصاروخ الجديد يتميز ببدن من ألياف الكربون يجعله «شبه خفي» أمام الرادارات، ويحتوي على نظام توجيه جديد يمنحه قدرة على المناورة والاختراق عبر طبقات الدفاعات الجوية. وقد أُجري آخر اختبار عملي للصاروخ في 17 أبريل 2025، وفق ما ذكره الإعلام الرسمي، مشيرًا إلى أنّ «نسبة النجاح في تجنّب الاعتراضات خلال التجارب الأخيرة ارتفعت إلى مستويات عالية».

وأكد نصيرزاده أنّ “قاسم بصير” قادر على تخطّي أنظمة دفاع متقدمة مثل “ثاد” الأميركية، بفضل تقنيات مواجهة الحرب الإلكترونية والمناورة الجوية، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة تم تطويرها على أساس التجارب التي خاضها النظام في ما يسمى بعمليات «وعد صادق 1 و2».

كما أوضح التقرير أن الرأس الحربي للصاروخ يتمتع بدقة عالية، وتمت تجربة تأثيره القتالي باستخدام كمية قليلة من المواد المتفجرة، ما يدل على طبيعته الاستراتيجية، وقدرته على حمل رؤوس متعددة وتوجيهها بدقة إلى أهداف مختلفة.

رفض التفاوض حول البرنامج الصاروخي

الإعلان عن هذا الصاروخ جاء في وقت حساس، تزامنًا مع تحذيرات أميركية وفرنسية متكررة من «مخاطر» البرنامج الصاروخي الإيراني، حيث ترى القوى الغربية في هذه المنظومة تهديدًا مباشرًا لاستقرار الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن الكشف عن هذا الصاروخ الجديد جاء «وسط تصاعد التوترات بين طهران والغرب»، مشيرة إلى أن «البرنامج الصاروخي لا يزال نقطة خلاف رئيسية»، إذ ترفض طهران بشدة أي نقاش حول قدراتها العسكرية، وتصرّ على أن برنامجها الصاروخي «دفاعي بحت».

وقد عبّر مسؤولون غربيون عن قلقهم المتزايد من هذا التصعيد، لا سيما في ظل استمرار تعثّر المسار التفاوضي بشأن الاتفاق النووي، وقرب انتهاء المهلة الزمنية لاتفاق 2015 دون وجود اتفاق بديل.

رسالة ضغط أم استعراض داخلي؟

يرى مراقبون أن توقيت الكشف عن هذا الصاروخ ليس بريئًا، بل يأتي في سياق مزدوج: من جهة، هو رسالة ضغط على الغرب لإبداء مرونة في المفاوضات المتعثّرة، ومن جهة أخرى، هو محاولة من النظام لطمأنة قاعدته الداخلية وإظهار موقف قوي في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية والأزمات المعيشية.

لكنّ محللين عسكريين غربيين يشككون في قدرة النظام الإيراني على إحداث تحوّل استراتيجي في موازين القوى من خلال هذه الأنواع من الصواريخ، معتبرين أن أغلب هذه الإعلانات هي لأغراض دعائية، خصوصًا في وقت يعاني فيه النظام من ضغوط داخلية واقتصادية خانقة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم حاجب الاعلانات

يرجي غلق حاجب الاعلانات للاستمرار فى تصفح الجريدة