إيران تثير ذعر إسرائيل وأمريكا ترتعش
كتب/ فادي محمد
عقب التقاط الأقمار الصناعية “إيمدج سات الدولية” صور القاعدة الإيرانية الجديدة في سوريا، والتي نشرتها شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية بشكل حصري، تسرب القلق إلى إسرائيل والولايات المتحدة حيال هذا الإكتشاف غير المبشر، وخصوصا عقب استخدام روسيا لحق “الفيتو” ضد العقوبات التي كان مجلس الأمن بصدد اتخاذها ضد إيران بسبب إمدادها لجماعة الحوثي الإرهابية في اليمن بالأسلحة بالمخالفة لقرارات سابقة للمجلس، وبذلك تكون روسيا كبلت الولايات المتحدة وإسرائيل، وسمحت لإيران أن تستمر في خرق القوانين الدولية، الأمر الذي أثار غضبهما.
وبطريقة إحتفالية بالفيتو الروسي لا تخلو من استعراض لخرق القوانين الدولية، أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأربعاء، إصدار صاروخ جديد يسمى “آذرخش”، والمخصص لتنفيذ العمليات الجوية ذات الارتفاع المنخفض.وفقا لوكالة “فارس”.
وبالعودة إلى تقرير “فوكس نيوز” نجد أنه يذكر أن القاعدة الجديدة تضم مستودعين يمكن استخدامهما لتخزين صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى،مما يؤكد وجود تلك القاعدة، ويكشف كذب الإنكار الإيراني، والأهم من ذلك أن هذا الصاروخ الجديد صنع لاستكمال القاعدة التي تم إنشاؤها في سوريا.
وأكدت على ذلك تصريحات محمد علي جعفري القائد العام للحرس الثوري، بعدما تفقد “آذرخش”، حيث قال إن إيران باتت جاهزة للتصدي لمؤامرات الأعداء، وأن القرارات البنيوية للحرس الثوري ضرورية لمواجهة التهديدات في مختلف جبهات الصراع.
وبحسب التقرير الذي نشره موقع “The investigative project on terrorism” الأمريكي المتخصص في دراسة الجماعات الإرهابية،اليوم الأربعاء، أفاد أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، هو الذي يشغل الآن القاعدة العسكرية الجديدة، والتي تقع في شمال غرب العاصمة السورية دمشق.
كما يشير إلى أن إيران تشرف على مجمع عسكري بالقرب من مطار دمشق، وغيره من القواعد الجوية البارزة والمواقع العسكرية الدائمة في شتى أنحاء سوريا.
وأضاف “IPT” أن الجهود التي تبذلها إيران لتعزيز قواعد العمليات الدائمة في سوريا، تشعر الولايات المتحدة وإسرائيل بقلق بالغ، حيث تعمل إيران على تدعيم جسر بري من طهران إلى بيروت عبر سوريا.
ولفت إلى أن إسرائيل أسقطت طائرة إيرانية دون طيار اخترقت حدودها، في الـ10 من فبراير الجاري، ثم بدورها قصفت طائرات إسرائيلية عدة أهداف عسكرية في سوريا، لكن الدفاعات السورية أسقطت طائرة إسرائيلية، في حادثة هي الأولى من نوعها، منذ الثمانينات.
وشكل هذا التصعيد أول مواجهة مباشرة بين القوات الإيرانية والإسرائيلية، وربما تكون إيران تعمدت إرسال هذه الطائرة للمراقبة، أو اختبار دفاعات إسرائيل الجوية أو ربما لإثارتها، وبغض النظر عن الدافع الأساسي، أظهر هذا التصرف أن إيران تزداد جرأة واستعدادها لاستخدام سوريا كقاعدة لتحدي إسرائيل مباشرة.
ويقول الموقع إن إسرائيل وضعت خطوطا حمراء طوال الحرب الأهلية السورية، وركزت على إبقاء الأسلحة التي تغير “قواعد اللعبة” بعيدة عن أيدي حزب الله اللبناني، كما حاولت الحيلولة دون وجود عسكري دائم لإيران في سوريا.
وكانت تقارير صحفية تحدثت في وقت سابق هذا الشهر أن إيران لها 10 قواعد عسكرية داخل سوريا، وأنها تدرب ميليشيات موالية لنظام بشار الأسد، لافتة أن منشأتين رئيسيتين تقعان بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وأشارت إلى أن الحرس الثوري الإيراني درّب نحو 20 ألف مقاتل من ميليشيات مختلفة، مما أعطى طهران «ذراعا قوية حقيقية» في سوريا.
ويدرك القادة الإسرائيليون أنهم لن يستطيعوا إزالة إيران من حدودها وحدهم، وأنهم شاركوا في مبادرات دبلوماسية مع الولايات المتحدة وروسيا للتفاوض حول منطقة عازلة محتملة خالية من الوجود الإيراني.
في حين تتجاهل إيران هذه التفاهمات وتواصل توسيع نفوذها لفتح جبهة أخرى ضد إسرائيل، تخطيطا لحرب مستقبلية، وتعتبر القاعدة الإيرانية الجديدة، الموجودة خارج دمشق، تعديا إيرانيا جديدا على حدود إسرائيل.
وكان قائد القوات الأميركية بالشرق الأوسط قد صرح أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي ،أمس الثلاثاء، أن إيران «تزيد» عدد و«نوعية» صواريخها الباليستية التي تنشرها بالمنطقة. وفقا صحيفة “الشرق الأوسط”.
وأكد التقرير أنه بعد سقوط “داعش” كقوة عسكرية في سوريا، فإن إيران ووكلائها، بما في ذلك حزب الله والمليشيات الشيعية الأخرى، يركزون الآن جهودهم على تدمير الدولة اليهودية.