تاريخ البشرية الذي تعدي مليوني عام حافل بالكوارث التي كادت أن تبيد البشر من علي وجه الأرض . فقبل حوالي مائتي ألف عام ، كنا كحال 99% من الكائنات التي وجدت منذ بداية الحياة ، سننقرض في ظرف ألاف بسيطة من السنين ، بعد تفردنا كنوع منفرد يسمي ( homo sapiens) من الجنس البشري ( homo) في صقيع صغير من شرق أفريقيا .
الكارثة الأولي : لم تمر آلاف معدودة من السنين ألا وأشتدت الفترة الجليدية ( glacial period ) من العصر الجليدي الحالي الذي لازلنا فيه . الذي حول البيئة التي عاش فيها أجدادنا الي سهول وأراضي مقفرة وجدباء شحيحة الغذاء و أستمرت هذه الفترة الجليدية الي عشرات الآلاف من السنين ، هذه الظروف البيئية الرهيبة أودت بحياة 95% من نوعنا حتي أصبحنا مهددين بالأنقراض و الإندثار للأبد . ولم ينجنا منا الأ عوائل قليلة علي مناطق من الشريط الساحلي جنوب قارة أفريقيا الأم توفر فيها الغذاء والملجأ حيث كانت الظروف البيئية أنسب والغذاء متوفر من البحر . كانت هذه الكارثة سببا في أنخفاض أعدادنا أنخفاضا كبيرا بلغ مائات قليلة من الأفراد .
الكارثة الثانية : بعد أنتهاء الكارثة الأولي العصر الجليدي في حدود عام 120 ألف قبل الميلاد بدأ جدودنا بالتعافي وأسترداد قواهم و أعدادهم وعادوا الي أستعمار قارة أفريقيا بشكل أوسع من ذي قبل . ثم في الفترة مابين 50 الي 80 الف عام من الأن كانت الفترة الجليدية التالية في أوجها وحدث في تلك الفترة أيضا أعظم أنفجار بركاني في تاريخ الأرض في بحيرة توبا في المكان الذي نسميه الأن إندونيسيا . كان هذا الأنفجار ضخما بحيث سبب شتاء دائم لمدة عشر سنوات تلته وأدي الي أنخفاض حرارة الأرض لأف سنة هذه الظروف البيئية الرهيبة كانت السبب مرة أخري في تهديد نوعنا البشري بالأنقراض حيث أنخفضت أعدادنا أنحفاض رهيب ،حيث من الصعب أن تجد الأن أحافير بشرية تعود الي تلك الفترة فقد قضي أكثرنا في بدايتها، وأشارت نتائج الدراسات الجينية ضمن مشروع الجينوجرافيك الضخم . إلي أن أعدادنا وصلت الي 2000 فرد هم أجداد كل إنسان منذ ذلك الحين وحتي الأن .
بدأ العصر الجليدي الذي لازلنا فيه قبل حوالي 2.5 مليون سنة ولا زال مستمرا ولكنه يمر بفترلت ينشط فيها فتسمي الفترات الجليدية .و مراحل يتراجع فتستقر الأحوال أكثر فتسمي الفترات بين الجليدية ( interglacial period ) وهو ما نمر فيه الأن والذي حول البيئة الخصبة التي عاش فيها أجدادنا الي سهول مقفرة وجدباء و أستمرت هذه الفترات الجليدية عشرات الألاف من السنين . تغلب أجدادنا علي تلك الكوارث التي أدت الي هذا الأصرار في الحياة لدي بني البشر و فشكلوا هذه الحضارات العظيمة . فهل لدينا نحن الأحفاد نفس عزيمة الأجداد التي سنحتاجها قريبا مع التنبؤات بقرب فترة جليدية قادمة، فالملاحظ للتغيرات المناخية التي حدثت خلال السنوات القريبة السابقة يمكنه أن يتبين أن شيئا عظيما سيحدث في المناخ العالمي قريبا، هذا وقد أعلنت دراسات قام بها علماء الفلك في ويلز البريطانية أن الكرة الأرضية ستمر بفترة جليدية مصغرة وستنخفض درجات الحرارة نتيجة لتضارب الدورات الشمسية بين عامي 2020 و 2030 بحيث تلغي كل منهما الأخري . وستبدأ الفترة الجليدية في عام 2030 وسبق وأن حدثت الفترة الجليدية المصغرة بين عامي 1646 و1715 . وقال العالم الروسي خبيبولو من مركز بولكوفو للملاحظات الفلكية في بيترسبورغ أن درجة الحرارة ستبدأ في النزول بعد 6الي 7 سنوات من الأن وستصل الثلوج الي شبه الجزيرة العربية بسبب أنخفاض درجة الحرارة في القطبين الجنوبيين . وتابعت الدراسات أن الدورات الجديدة للشمس تنتج نبؤات دقيقة غير مسبوقة خلالها والتي تستغرق كل منها 11 عاما . فيما تشير التوقعات الي إنخفاض في النشاط الشمسي بنسبة 60% أعوام الثلاثينات المقبلة وقد شوهدت هذه الظاهرة قبل 370 عاما مضت حسب ما ذكر موقع الديلي ميل البريطاني