كتب / مهندس . محمد علي جارعودو
“ديناصورات تسقط في برك القار ،تزأر وتتلوي ،ولكنها تدفن أكثر وتموت، تترنح الأرض بينما تحوم حولها طيور التيروداكتيل وسراخس تنطمر وغابات تتحجر برواسب الكالسيوم ثم تدفن ، لقد أنتهي عصر الباليوزي . يتزايد الضغط والحرارة . بينما تتكون طبقات من الصخور النارية والرسوبية . ثم تمر ملايين السنين ، يظهر الأنسان حاملا مدية حجرية تتحول إلي رمح مع عصر الحديد . و في النهاية يتحول هذا كله الي بترول ، والبترول ينتظر قدوم الكولونيل دريك ليدق بريمة في قلب الأرض ليخرج كل هذا الجهد من الطبيعة ، كي تذهب أنت الي الخليج لتعمل وتعود بثمن الشقة والغسالة الفل أتوماتيك.” (د.أحمد خالد توفيق )
رغم السخرية التي أتخذها د.أحمد خالد توفيق في أختزال تلك الملايين من السنين في الشقة والغسالة الفل أتوماتيك ولكنه جعلنا ندرك شيئا مهم هو أذأ كانت دول الخليج تتمتع بكل هذه الكميات من البترول الذي هو عبارة عن كميات من الأجسام العضوية التي تحللت وتعرضت للضغط والحرارة عبر ملايين السنين فالسؤال هو كيف وجدت تلك الحياة في هذه الظروف المناخية شديدة الجفاف التي نراها في الخليج الأن.
عثر فريق بحثي جيولوجي من جامعة أكسفورد البريطانية علي ناب يعود لفصيلة من الأفيال الضخمة المنقرضة عمره 325000 عام داخل شبه الجزيرة العربية في السعودية لايزال يحتفظ بمظهره المتكامل بعد أن حفظ مدفونا في قاع بحيرة قديمة كانت تقع في المنطقة .
ويلقي الأكتشاف بظلاله علي وجود حياة تميزت بوجود سهول خصبة ووفرة في الماء فيما عرف بصحراء النفود الكبيرة المعروفة بقساوة طبيعتها منذ ألالاف السنين، ويواصل الفريق أعماله في منطقة داخل حدود السعودية يرجح أن العديد من المخلوقات الضخمة جابت أرجائها في الماضي.
ويقول البروفسور مايك بيتراجليا ، مدير الفريق، إن البعصة تستخدم تكنولوجيا رسم الخرائط بواسطة الأقمار الصناعية لتخطيط المنطقة بشكل دقيق . وأنهم يتوقعون أن ألالاف الكائنات الحية كانت تعيش في منطقة الصحراء العربية ، وأن هدفهم أكتشاف المزيد من بقاياها ودراستها ، ويضيف أن المنطقة تحتوي علي نحو 7000 قاع من البحيرات الجافة التي يقع معظمها داخل السعودية .
ويبلغ طول الناب 2.25 ويعتقد أنه يعود لفصيلة أفيال أبان حقبة البليستوسين قبل 325000 عام . ويشير حجمه ونوعية العظام الي أن تلك الأفيال كانت تتراوح أوزانها ما بين 6 الي 7 أطنان، بالمقارنة بأوزان الفيل الإفريقي الحالي الذي يتراوح وزنه مابين 3الي 6 أطنان ، وبالدراسات قدر أن طول الفيل الذي يعود اليه الناب المكتشف 3.6 متر .
وكان الفريق أكتشف بقايا لنمر منقرض وحيوان المها وحيوان من فصيلة الخيول في طبقة الرمال في المنطقة.
ويقول بيتراجليا أن العديد من الأكتشافات الأحفورية تحققت علي كيلومترات من قاع البحيرة الجافة ، بالأضافة للعثور علي بقايا أدوات صخرية علي أطرافها، مما يبرهن علي وجود أثار لوجود حياة الأنسان هناك . ويؤكد علي أن شبه الجزيرة العربية كانت تتميز بوجود السهول الخصبة والحياة الخضراء لعدة مرات ، ولكن يبدو أن الظروف المناخية حولتها لصحراء وأثرت في حياة الأنسان فيها .
روي الأمام مسلم في صحيحه بسنده – عن أبي هريرة رضي الله عنه – قال :قال صلي الله عليه وسلم : ” لن تقوم الساعة حتي تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ” .
و أرض العرب المقصودة في كلام النبي صلي الله عليه وسلم هي شبه الجزيرة العربية التي تقع ضمن حزام الصحراء الممتد بين 15و30 شمالي خط الأستواء وجنوبه .
والمعني الظاهر للحديث “أن صحراء شبه الجزيرة العربية ستغطيها المروج أي المراعي في أخر الزمان قبل قيام الساعة ” وقوله ” حتي تعود ” يدل علي أنها كانت كذلك في وقت سابق ، وأنها ستعود الي حالتها الأولي وأن حالتها الصحراوية الجافة هي حالة طارئة عليها …
قسم علماء الجيولوجيا التاريخ الجيولوجي للأرض الي فترات جليدية وفترات بين الجليدية ، وكان أنتشار المسطحات الجليدية في الأجزاء الشمالية أثناء( العصور الجليدية ) يؤثر في مناخ الأرض ، فيؤدي الي زحزحة نطاق المطر الي الجنوب ، فتدخل شبه الجزيرة العربية والصحراء الكبري بشمال أفريقيا في نطاق الرياح الغربية الممطرة ، والتي تهب الأن علي غرب أروبا، فيؤدي ذلك الي أزدهار تلك الصحراوت وأمتلائها بالأنهار والوديان الخصبة ” دكتور أبراهيم أحمد رزقانة ” الجغرافيا التاريخية الطبيعية ” ص 146 بتصرف ” .
وفي فترات الدفء بين العصور الجليدية تتحرك نطق الأمطار الي الشمال فتصبح شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا ضمن نطاق الرياح التجارية ، ويسودها مناخ مشابه لمناخها اليوم .
