اخبار عربية وعالمية
إنطلاق أعمال المؤتمر العالمي لحلول القيادة والسيطرة تحت شعار “بناء القدرات المحلية”،
كتبت السفيرة / رنا رمضان
شهدت جامعة الملك سعود إنطلاق أعمال المؤتمر العالمي لحلول القيادة والسيطرة تحت شعار “بناء القدرات المحلية”، تحت رعاية صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، انطلقت فعاليات “المؤتمر العالمي لحلول القيادة والسيطرة” (C4I)، والذي شهد مشاركة محلية ودولية واسعة وبحضور أكثر من 700 مشارك. وينعقد المؤتمر تحت شعار “بناء القدرات المحلية”، وبتنظيم مشترك من وزارة الدفاع وجامعة الملك سعود، حيث سيسلط الضوء على أبرز المستجدات في مجال تقنيات وحلول أنظمة القيادة والسيطرة.
وافتُتح المؤتمر، والذي تنظمه جامعة الملك سعود ووزارة الدفاع، بجلسة تخللها كلمة لراعي المؤتمر، ألقاها نيابة عنه قائد الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية الفريق أول ركن عبدالرحمن البنيان، والذي نوّه بأهمية انعقاد المؤتمر في هذا الوقت، وهو الامر الذي يؤكده الرعاية الذي حضر فيها هذا المؤتمر من ولي ولي العهد، الى جانب المشاركة الدولية الكبيرة التي حظي بها.
واشار البنيان الى أن المعارك الحديثة باتت ترتكز بشكل رئيسي على تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، وفي هذا الاطار تكتسب انظمة القيادة والسيطرة اولوية قصوى في القرارات العسكرية. وأضاف :”لم يعد العامل البشري وخبرته على ارض الميدان اهمية بقدر ما يتمتع به من خبرات في انظمة القيادة والسيطرة، التي اصبح لها الحسم في المعارك وبوقت سريع”. واستعرض الفريق البنيان مسيرة تطور انظمة القيادة والسيطرة في المملكة العربية السعودية ، ولا سيما بعد معركة تحرير الكويت، حيث شهدت تلك الحقبة دخول انظمة C2، لتصبح اليوم C4I.
وخلص الفريق البنيان الى ان الاستثمار في انظمة القيادة والسيطرة لم يعد خيارًا انما فريضة لا بد منها في عصر اليوم، حيث لا يمكن لصناع القرار في القطاعات العسكرية القيام بمهامهم من دون احترافهم انظمة القيادة والسيطرة . كما اثنى الفريق البنيان على دور جامعة الملك سعود وشراكتها مع وزارة الدفاع في العديد من البرامج.
والقى رئيس “مركز القيادة والسيطرة للأنظمة المتقدمة” بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز العبد الحافظ كلمة موجزة، استعرض فيها دور المركز في مواكبة تطوير أنظمة القيادة والسيطرة في المملكة، وكذلك دور المؤتمر العالمي للقيادة والسيطرة في استقدام الخبرات المتخصصة في هذا المجال واستعراض ابرز التطورات من خلال جلسات متخصصة.
بعدها كانت كلمة لرئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر وكيل الجامعة المساعد د. عبدالله الغامدي، الذي نوّه بدور المملكة على الصعيدين العالمي والاقليمي في تعزيز الامن ومكافحة الارهاب، والذي كان من ابرز ثمراته قيادة المملكة لتحالف يضم 40 دولة لمكافحة الارهاب. وهذا ما دفع بالجامعة الى التركيز على ملف “انظمة القيادة والسيطرة” لما لها من اهمية استراتيجية في دعم المنظومة الامنية اليوم. ,اشار د. الغامدي الى ان الاستطلاعات الاخيرة ، تبرز احتلال الجرائم الالكترونية للمرتبة الثانية لجهة التهديدات التي تهدد العالم. وقد ارتفعت في الشرق الاوسط بنسبة 50 في المئة فقط. وفي الخليج فان معدل الهجمات يزيد بمعدل الضعفين عن الدول الاخرى . ولفت د. الغامدي أن العديد من المواقع الاستراتيجية معرضة للهجمات الالكترونية اليوم، وهذا يحتم على الجامعات دورًا اكبر في تعزيز دورها لمواجهة هذه التحديات من خلال تعزيز مستوى الابتكار لديها في هذا المجال، وأيضًا من خلال عمل الجامعات الوطنية على توطين التقنيات المتعلقة بأنظمة القيادة والسيطرة . وختم الغامدي كلمته بالإشارة الى دور جامعة الملك سعود في دعم توجهات قيادة المملكة لتعزيز أنظمة القيادة والسيطرة، وبخاصة عبر التكامل بين مركزي التميز لأمن المعلومات ومركز القيادة والسيطرة الذي تم تأسيسه بالتعاون مع وزارة الدفاع ومقره في الجامعة.
بدوره، لفتت كلمة مدير الجامعة الدكتور بدران العمر، الى ان ملف القيادة والسيطرة يمثل احد المواضيع الرئيسية التي تعمل الجامعة على مواكبتها بوصفه من المواضيع الرئيسية التي تعني المجتمع وامنه. واضاف : “لا يخفى على احد اهمية التحديات التي تمثلها انظمة القيادة والسيطرة لصلتها بأمن الدولة مباشرة، بل وبالنسبة للمملكة فان هذا الامر يكتسب اهمية اكبر كونها باتت احدى ضمانات استقرار الامن في المنطقة برمتها”.
وكان للجامعة السبق في تأسيس “مركز القيادة والسيطرة للأنظمة المتقدمة” الذي يعد الاول على مستوى المنطقة والثاني على مستوى العالم” . وقد ساهم هذا المركز في تأسيس شركات مع العديد من الجهات الامنية والدفاعية.
ومن ثم، تحدث وزير الاتصالات وتقنية المعلومات د. محمد سويل، الذي نوّه بأهمية انعقاد المؤتمر والذي يعكس الدور البارز والحاسم لتقنية المعلومات والاتصالات بوصفها من أبرز عوامل القوة في عصرنا الراهن، وهي بطبيعة الحال ذات اهمية استراتيجية لأجهزة الدفاع والامن. وبعرض موجز، تطرق وزير الاتصالات السعودي الى توجهات الوزارة نحو تعزيز الاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، مع التركيز على اهمية عامل السعة التي يفترض توفيرها من قبل المستثمرين . واضاف :”ان نسبة التغطية بالجيل الرابع في المملكة بلغت حوالي 70 في المئة، وهي من اعلى النسب العالمية ، الى جانب خدمات الاتصالات المتنقلة التي تتخطى نسبة 170 في المئة على مستوى السكان المملكة “. وعن الخطة المستقبلية للوزارة، أشار د. السويل الى أننا سنشهد تغطية نحو 90 في المئة من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في المملكة بشبكة الالياف الضوئية، وهذا سيساهم في تعزيز انظمة القيادة والسيطرة التي تتطلب سعة عالية وسرعة في نفس الوقت على مستوى البنية التحية لشبكة الاتصالات.
وخلص د. السويل بالتركيز على أهمية دور البحوث ما بين الجهات الأكاديمية والصناعية والعسكرية على مستوى المملكة في سبيل تطوير وتوطين أنظمة القيادة والسيطرة لما لذلك من فوائد ليس على المستوى الامني فقط وانما ايضا اقتصاديًا واجتماعياً.
واختتم حفل الافتتاح، بتكريم الشركات الراعية للملتقى وأيضًا الطلاب المشاركين في مسابقة Cyber Arabia، الى جانب افتتاح المعرض المصاحب.
وتمتد فعاليات المؤتمر العالمي لحلول القيادة والسيطرة على مدى يومين، عبر جلسات متخصصة ويتخللها حلقات نقاش تضم نخبة من المتحدثين والمتخصصين في قطاع التقنية وأنظمة القيادة والسيطرة، ومن القطاعين المدني والعسكري.
وتتناول الجلسة الاولى “تطبيقات وتقنيات أنظمة القيادة والسيطرة”، ويتخللها ثلاث كلمات رئيسية. يلقي الكلمة الاولى مدير مركز الانظمة الالكترونية في ادارة الاتصالات وتقنية المعلومات في وزارة الدفاع العميد المهندس خالد العايد، بعنوان “المنظور المستقبلي لأنظمة القيادة والسيطرة في المجالات المدنية والدفاعية”، وتتضمن مجموعة محاور ابرزها القيادة والسيطرة في التطبيقات العسكرية والمدنية والصناعية، التحديات المحلية والاقليمية في تطبيق أنظمة القيادة والسيطرة”.
وتأتي الكلمة الثانية بعنوان “التحديات وآفاق حلول أنظمة القيادة والسيطرة”، ويلقيها الخبير في الامن الالكتروني الدكتور زيدان العنزي، وتتضمن محورين الاول في تحليلات البيانات الكبيرة والرصد الذكي، ومحور آخر في الذكاء الاصطناعي والانسان الآلي والمركبات بدون قائد.
والكلمة الثالثة، وتأتي بعنوان “مخاوف وآفاق تكامل أنظمة القيادة والسيطرة الغير متجانسة”، ويلقيها مدير مركز التميز في القيادة والسيطرة والاتصالات والحاسب والاستخبارات بجامعة جورج مايسون الدكتور مارك بولن. ومن ابرز محاورها الحاجة الى تكامل انظمة القيادة والسيطرة غير المتجانسة، والتحديات المتعلقة بتكامل أنظمة القيادة والسيطرة، وتحديثات الاتصالات: بروتوكول، عرض النطاق الترددي ..الخ.
بعدها، حلقة نقاش متخصصة تحت عنوان “انظمة القيادة والسيطرة الحديثة: الوضع الحالي والمستقبل”. ويدير الجلسة اللواء الطيار المتقاعد سعيد الحزنوي، وتركز على مجموعة محاور أبرزها مناقشة تطبيقات وتقنيات أنظمة القيادة والسيطرة الحديثة، تحليلات البيانات الكبيرة والرصد الذكي للحدث، الذكاء الاصطناعي والانسان الآلي والمركبات بدون قائد، وفرص البحث والتطوير في بناء أنظمة القيادة والسيطرة المستقبلية. ويتحدث خلال الجلسة كل من مؤسس شركة XYBASE الدكتور سهيمي ابو حسن، والرئيس التنفيذي لأمن المعلومات في شركة نورثروب جرومان مايكل باباي، ونائب الرئيس في شركة نكسترن ايرلاند ستيفن برك، ومدير الحوسبة السحابية واستراتيجية المعلومات في شركة ليدوس فرانك ميتشيل.
ويختتم اليوم الاول بجلسة ثانية بعنوان “تطوير وتكامل واختبار انظمة القيادة والسيطرة، والتدريب عليها”. ويتخللها كلمتان رئيسيتان الاولى يلقيها مدير مركز عمليات الدفاع الوطني في وزارة الدفاع اللواء الطيّار ركن سعد آل عبيد بعنوان “مفهوم القيادة والسيطرة”، وابرز محاورها عناصر القيادة والسيطرة، ووظائف القيادة والسيطرة.
وتأتي الكلمة الثانية، والتي يلقيها مدير مركز التدريب في هيئة الاتصالات وأمن وتقنية المعلومات للقوات المسلحة بوزارة الدفاع العميد عبدالعزيز الحيدري. وتأتي الكلمة بعنوان “التحديات التي تواجه التدريب والتطوير لتوطين أنظمة القيادة والسيطرة”، وتتناول مجموعة محاور ابرزها مفهوم نقل وتوطين التقنية، ابرز التحديات في هذا المجال، وتجربة وزارة الدفاع في نقل وتوطين التقنية في مجال القيادة والسيطرة.
ويلي ذلك حلقة نقاش حول “ادارة البيانات والمعرفة في انظمة القيادة والسيطرة”، ويديرها الدكتور زيدان العنزي، وتركز الجلسة حول اهمية ادارة البيانات والمعرفة في انظمة القيادة والسيطرة، والمقاييس المعتمدة في ادارة الثقة لتبادل البيانات، الى جانب الآليات الفعالة لكشف وجمع وتجهيز البيانات. ويتحدث خلال الجلسة كل من مدير عام العلوم والتقنية العالمية في شركة لوكهيد مارتن الدكتور أحمد بخش، ومدير برنامج الحكومة الذكية في شركة IBM السعودية، الدكتور أحمد الشبانة، ونائب الرئيس في أنظمة الدفاع الصاروخي والحماية في شركة نورثورب جرومان طارق رييس.
اليوم الثاني
ويتابع المؤتمر أعماله لليوم الثاني بجلسة ثالثة تحت عنوان “التبادل التقني والمعرفي لأنظمة القيادة والسيطرة، وبناء القدرات المحلية وتوطينها”. ويتخلل الجلسة كلمتان رئيسيتان، الاولى بعنوان “تعزيز البحث والبرامج الأكاديمية في أنظمة القيادة والسيطرة”، ويلقيها وكيل جامعة الملك سعود المساعد للتبادل المعرفي ونقل التقنية والمشرف على منظومة صناعة المعرفة في الجامعة الدكتور عبدالله الغامدي. وتتركز محاورها حول مبادرات الدعم للبحث والتطوير في انظمة القيادة والسيطرة، وآفاق المسارات الأكاديمية المتخصصة في انظمة القيادة والسيطرة، الى جانب الدور الاكاديمي في نقل المعرفة والتقنية وخلق القدرات المحلية في انظمة القيادة والسيطرة.
وتأتي الكلمة الثانية بعنوان “المفاهيم والطرق التنظيمية لأنظمة القيادة والسيطرة”، ويلفيها نائب المدير ورئيس تنفيذي للعمليات في مركز تيد وكارين هيوم لأمن المعلومات مارك غودوين. وتتضمن محورين رئيسين الاول تحت عنوان “المخاوف من تصميم وتنفيذ أنظمة القيادة”، والثاني “الادارة والحوكمة الفعّالة لأنظمة القيادة والسيطرة”.
ويلي ذلك حلقة نقاش بعنوان :”وجهات النظر المحلية في عولمة أنظمة القيادة والسيطرة”، ويديرها مدير منطقة في شركةBAE Systems مايك سمول، ويتخللها مجموعة محاور ابرزها نقل التقنية والمعرفة، تحصيص تقنيات أنظمة القيادة والسيطرة، ودور الحكومة والاوساط الأكاديمية والصناعة في تعزيز بحوث أنظمة القيادة والسيطرة. ويتحدث في الجلسة كل من مدير شركة 3DSL آندرو ماكالير، ونائب الرئيس لأنظمة القيادة والسيطرة الجوية والصاروخية في شركة ريثون كينيث نيسبت، ونائب الرئيس لحلول المهمة العالمية في شركة نورثورب جرومان جون جايدك، ورئيس قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في الشركة السعودية للكهرباء يحي ابراهيم.
ويُختتم الملتقى بجلسة رابعة بعنوان “الامن في انظمة القيادة والسيطرة”، ويتخللها ثلاث كلمات رئيسية الاولى، ويلقيها المدير العام للمركز الوطني للأمن الالكتروني الدكتور صالح المطيري بعنوان “حماية البنية التحتية الحرجة ضد الهجمات السيبرانية”، ومن ابرز محاورها “الحماية ضد الهجمات السيبرانية، التحديات، وتقنيات حماية البنية التحتية الحرجة.
والكلمة الثانية بعنوان “الامن السيبراني في انظمة القيادة والسيطرة الناشئة””، ويلفيها نائب رئيس أول لخدمات الامن المدارة في شركة DarkMatter ايريك ايفرت، وتتضمن ثلاث محاور الاول حول تحديات التطبيق والخبرات ووجهات النظر، الثاني التحديات المحلية والاقليمية ذات الصلة بمراقبة وتحكم الامن السيبراني، والتحديات والمخاطر المتربطة بنظم القيادة والسيطرة الناشئة والتخفيف من حدتها.
والكلمة الثالثة بعنوان “انظمة القيادة والسيطرة المبنية على التقنيات السحابية: التحديات والحلول الامنية”، ويلقيها مدير هندسة الانظمة والامن السحابي لمنطقة اوروبا والشرق الاوسط في شركة Elastica ستيجن رومنز. وابرز محاورها تحديات التطبيقات السحابية في انظمة القيادة والسيطرة، تقييم المخاطر والتخفيف من آثارا، ونظام ادارة المعلومات والحوكمة.
ويختتم المؤتمر اعماله بحلفة نقاش حوارية بعنوان: “بناء القدرات المحلية والكفاءات الوطنية في مجال الامن السيبراني” . ويدير الجلسة مدير ومؤسس المركز الوطني لتكنولوجيا الامن الالكتروني في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقية الدكتور باسل عمير. وتدور محاور الجلسة حول الحاجة لبناء القدرة الوطنية في مجال الامن السيبراني، والجهود المبذولة في هذا السياق، الى جانب البحث في سبل التعاون الاكاديمي والصناعي لتطوير قدرات الامن السيبراني المحلي . ويتحدث فيها كل من رئيس الامن السيبراني الوطني في اكاديمية الحكومة الالكترونية بجمهورية استونيا راوول ريك، ومن مركز التميز لأمن المعلومات بجامعة الملك سعود الدكتور محمد خان، ومدير تطوير الاعمال للعمليات الالكترونية في شركة ليدوس مايكل كامرون، ومهندس نظم أول من شركة جونببير معاذ حسن.