بقلم : ياسر عامر
قد يتبادر الي ذهنك عزيزي القارئ واختي القارئة، عندما تقرأ العنوان ان مقالي عبارة عن كلمات
خارجه، او على اكثر تقديرا مهذبا اني ساتناول مقالا رومانسيا باعتبار ان امووووووووووه تعبر
عن القبلة في مجتمعنا والتي صارت و اصبحت تعبيرا عن قلة الأدب او الرومانسية على حسب النية.
ولكن القبلات عالم كبير كتب فيها الكتب ولها تاثيرات عظيمة، ومنها قبلات دخلت التاريخ، ولكن مجتمعنا اقتصرها (كعادته في الاختزال) على تلامس الشفايف بين الذكر والأنثي باعتبارها اولي اعراض الانجذاب الجنسي، للاسف رغم اننا كبرنا وجيلنا يعلم ذلك على قبلة يد الجد والجدة وكبير العيلة تعبيرا عن الإحترام، وقبلة اليد لها ايضا تعبيرا دينيا لرجال الدين، سواء الاسلامي أوالمسيحي، فالمسيحيون يعتبرون قبلة اليد للقسيس او الراهب لها قدسية خاصة، ومن منا لم يقبل رأس والدته؟ اووالده؟ او عمه؟او اي شخص؟ تعبيرا له عن الاعتذاروالصفاء للنوايا مثلا في حالات الصلح كتعبيرا قديما لم يعد موجودا الآن وفي الأزمان الغابرة كان تقبيل رأس الزوجه نوع من انواع الإحترام والتقدير.
وبالبحث وجدت ان القبلة لها اسباب تاريخيه وليست مرتبطه بالحب فقط كما كنا نعتقد بل لها أبعاد اجتماعية وسياسية ودينية ايضا، وسوف ختر لكم قبلتين شهيرتين في التاريخ .. الاولي هي قبلة الخائن “يهوذا الإسخريوطي” أحد االإثني عشر لمعلمه السيد المسيح ويذكر التاريخ ” بينما كان يسوع يتكلم، حيث اقبل يهوذا ومعه جمع عظيم يحملون السيوف والعصا، قد أرسلهم رؤساء الكهنة حيث قد اعطاهم وعدا مسبقا قائلا: الذي أقبله هو يسوع، فأقبل عليه وقبله، وتقدم الجمع وألقي القبض على يسوع وقادوه للصلب”.
أما القبلة الثانية التي اخترتها لكم وهي تاريحيه أيضا وتحتاج الي تفاسير كثيرة حيث يحكي التاريخ أن هناك ثورة حدثت على الحكم العثماني في عهد : نجيب باشا” وارسل قوة باطشة بقيادة ” مصطفي باشا” قتل الاهالي الذين تحصنوا بمرقد الإمام العباس فيما لا يقل عن 24 ألفا من المسلمين منهم الشيوخ والنساء والأطفال ولم تأخذه بهم شفقة ووطأ بأقدام خيوله مرقد الإمام، ولم يكتف بذلك بل اتجه الى مرقد أخيه الإمام الحسين أيضا ونصب مدافعه أمام الباب، الا أن ما حدث كان غريبا فقد خرج كبير الثوار وتحدث مع القائد الظالم ذو البطش بلهجة تركية وقد خلع عمامته ولطم وجهه وبكي كالنساء وبقي ان يرتمي على قدم القائد وهو على فرسه ليقبله، وكنت أتخيل بصفتي مؤلفا ان رد فعل القائد لن يخرج عن رفس الرجل بقدمه واعطاء أوامره لجنوده بدق المرقد المقدس على من فيه سواء احياء أو أموات، بلا هوادة او لين، ولكن ما حدث كان أغرب من الخيال فقد انكب الرجل على مؤخرة فرس القائد بدلا من قدمه، وهات يا تقبيل ولطع العديد من القبلات الحارة التي اختلطت بدموع الندم الساخنه، على إلية الفرس أو الفرسة آن ذاك وأعتقد أنها فرسه (إجتهاد شخصي)فما كان من القائد ذو القلب الحديدي ان اعطي اوامره لجنوده وانسحبوا وانقذ الالوف من المسلمين بسب قبلة على مؤخرة فرسه.
ومن العجيب ان بعض الشعوب الافريقة تعتبران القبلة نوع من أنواع الإهانة فتقبيل شخص لشخص أخر سواء كان رجلا أو أنثي يعتبر بمثابة اغتصاب في طريق عام وفعل فاضح يستوجب ذبح الفاعل رميا بالسهام وممكن التهامه على العشاء بعد شويه على الفحم، أما اقدس واكبر انواع التحيه عندهم هي البصاق،” والله زي ما بقولكوا كده” فان البصق في وجه أخيك أو صديقك أو كبير القبيلة اعلى أنواع الاحترام والتقدير، وكذلك البصق في وجه الزوجه اعلي مراتب الحب، وتخيلت للحظات ان يطبق هذا الشعار في بلدنا الحبيبة، ولكني تراجعت خوفا من نشفان الريق وتخيلت نفسي ممسكا بزجاجة مياه حيث لن يكفي ريقي للبصق صباحا ومساءا في وجوه المحبين والعظماء من حولي.
وفي اليابان تعتبر الإنحناءة أكب تعبيرا عن الحب والإحترام وتعادل القبلة في مجتمعنا، وأفقت على المحب او الزوج الذي يمارس الحب مع حبيبته او زوجته، ويريد اعطائها 100 قبلة حارة على خدها مثلا، فلن يستطيع ان يرفع ظهره بعد 10 قبلات أقصد إنحناءات، وتخيلت الالام التي سيعاني منها بسبب الديسك وعرق النسا.
والشعوب الاوربية تعتبر ان القبلة لا تكون الا من الرجل للمرأة سواء على خدها أو يديها تعبيرا عن الإحترام وقبلة الرجل والأحضان كما يحدث في بلادنا نوع من أنواع الشذوذ الجنسي وقلة الأدب( والله كلام معقول).
اما قبلة الشفايف للشفايف طبيا من أكثر طرق ووسائل نقل العدوي وخصوصا للجهاز التنفسي وقد كنت حاضرا في احدي المؤتمرات الطبية الكبيرة، عن انفلونزا الطيور والخنازير، وأسهب المحاضر في التنبيه عن ضرر القبلة بين الزوج والزوجه، وفوجئت بأحد الحضور يندفع صارخا، مقاطعا المحاضر في أسي: حرام عليكوا هو بقي لينا الا البوسة، حتي دي كمان هتمنهوها؟ هي الحكومة عاوزه مننا إيه” ولم أفهم ما دخل الحكومة بمنع الفبلات الزوجيه، وتسائلت عن قصده بلفظ الحكومةهل هي الحكومة السياسية أم الحكومة العائلية؟ وخرج الرجل مسرعا معبرا عن اعتراضه.
ولكن لا يفوتني أن أذكر إبداع المصريين في كل عمل نقوم به، أقصد السيدات المصريات الأفاضل و”التاتش المصري”، حيث اخترعوا نوع من القبلات، لم أجده في أي مرجع أو كتاب تاريخي، وهي أن تضع الفاعلة القائمة بالبوس، خدها على خد المفعول بها” اللي هتتباس” وتقوم بالتقبيل في الهواء بصوت مسموع جدا يسمعه الداني والقاصي والراكب والماشي والنائم والمستيقظ، فكان لها حق الإختراع فتحياتي لكي ايتها المبدعه.
ولا أنسي هنا ” البوسة الدليفيري؟ التي تكون عبر المحمول، أو على الفيس بوك ووسائل الإتصال وهي بوسة مكتوبه ومقروءه تختم بها لقائها ” إمووووووووووووووووووووه إموووووووووووووووووووووه.
وقبلاتي الحارة لكم إمووووووووووووووووووه عليكم.