لقد درجنا وتعلمنا من أساتذتنا أن الذي يقوم بكتابة المقدمة لكاتب ما، يحمل مسؤولية جزء من محتوى الكتاب الذي يقدم له باعتبار أن التقديم هو خارطة لارشاد القارئ إلى محتوى الكتاب، وللتعريف بالمبدع أو الكاتب والذي هو غالباً ما يكون غير معروف للقراء ولكن مشكلتي الآن في التقديم لهذا الكاتب وخاصة حين يكون كاتبه معروفاً وله شعبية طاغية وسيرة أدبية كبيرة في الأوساط الثقافية والفنية والأدبية في مصر وهذا ما يجعل مهمتي غاية في الصعوبة، بالطبع أنا لست من هواة التملّق والمجاملة التي تضرُّ بالكاتب و بالكتاب أكثر ممّا تخدمه، و في نفس الوقت أجد حرجاً و صعوبةً بالغة في أن أتعرض لمحتوى الكتاب بشكل غير مناسب أو ملائم للمحتوى ومن المفترض أن أكتب إضاءة و رؤية صادقة وحقيقة لما يتضمنه هذا الكتاب من رؤى نقدية و تحليلة لكثير من الأعمال الفنية و الأدبية و التي صاغها أستاذنا ” سيد جمعة “. في شكل مقالات نقدية لا تقل إبداعا عما يتناوله في كتابه من موضوعات بل بالعكس تفوق قيمتها في بعض الأحيان عما تتناوله من موضوعات صاغها آخرون . في كثير من الأحيان يسعى الكتّاب الجدد إلى اسم كبير لكتابة المقدمة لكتبهم لتكون إطلالة و فتحاً للطريق أمام القارئ لتحفيزه على قراءة هذا الإنتاج الجديد والمشكلة هنا ذات شقين أولهما أنني لست هذا الاسم الكبير الذي يُسعى إليه (بضم الياء ) والكاتب الأستاذ سيد جمعة أيضا ً في غنى عن ذلك لأنه من كبار مبدعي ونقاد مصر ومن الذين يشار إليهم بالبنان وعندما ذكرت له ما يجول بخاطري وعن عدم منطقية أن يقدم التلميذ لكتاب أستاذه، أخبرني أن الذي يبتغيه من ذلك هو أن يكتب المقدمة لكتابه واحداً ممن يكنّ له كل الحب والود والإحترام .. فوجدتني أمام هذه الكلمات ليس لي من اختيار أو طريق للهرب فكتبت هذه المقدمة المتواضعة لكتاب صديقي و أستاذي والذي يستحق أن يقدم له أكبر نقاد مصر والعالم . في الغالب لا تكتب مقدمة لأي كتاب قبل أن يُقرأ النص و لكن في حالتي هذه لا أحتاج إلى قراءة النص لثقتي الكبيرة والمؤكدة بأن ما كتب في هذا الكتاب يستحق القراءة والدراسة والتعليق . ومن المعروف أيضا ً أن المقدمة يجب أن تخدم الكتاب وأن تضيف إليه بحيث تُنير طريق القارئ و ترشده إلى ما بين سطور الكتاب والتي لم يفصح عنها كاتبها بشكل مباشر كما أنها تشير إلى مواطن وبواطن الجمال والإبداع وأتمنى على الله أن أستطيع الإقتراب من ذلك. و المقدمة كما يقول الكثيرون أنها عتبة للولوج إلى نص جديد غير محدد الملامح بالنسبة للقارئ و المقدمة هي خريطة للقراءة فلنتجول قليلا ً في ردهات و دهاليز ما كتبه أستاذنا سيد جمعة في كتابه الجديد إن هذا الكتاب هو غيض من فيض من إبداعات الأستاذ سيد جمعة الناقد الفني و القاص والأديب والشاعر والذوّاقة لكافة أنواع وأشكال الفنون التي عرفها ويعرفها الإنسان في كافة أنحاء المعمورة وبالتالي هو في كتابه هذا يتصدى بالنقد والتحليل و القراءة الفاحصة المتفحصة الباحثة عن كل ما هو جديد وجميل وجيد ومختلف ومتميز فيما يقدمه المبدعون العرب الذين تناول إبداعاتهم بين طيات هذا الكتاب القيّم . الكاتب الأستاذ سيد جمعة له العديد والعديد من الدراسات النقدية و القراءات الإبداعية المنشورة في الدوريات و المجلات المتخصصة وعلى صفحات التواصل الإجتماعي والتي لا يتهافت على قرائتها الجميع و لكن أيضا ً يحرصون مشاركتها مع الآخرين حتى يفادوا بما يقدمه هذا القلم الفذ من قراءات لأعمال أدبية و روائية وشعرية وأيضا ً أعمال أخرى كثيرة من الفن التشكيلي. فهو بالفعل رجل واسع العلم والمعرفة والثقافة ويذكّرنا بالعرب الأفذاذ الأوائل وبرجال عصر النهضة الذين كانوا يجمعون بين العلم والأدب والثقافة والإختراع والإبتكار والموسيقي والرياضة والفلك والفن التشكيلي فقد كانوا موسوعيين يجيدون في كثير من أنواع الفنون والآداب. ولما كان هناك ضرورة ملحّة لاحتواء هذه القراءات بين دفتيّ كتاب وبناءً على إلحاحٍ من المقربين من الأستاذ سيد جمعة قرّر أن يجمع هذه القراءات في هذا الكتاب الذي اعتبره أنا شخصياً، نموذجاً يدرّس لكل هواة تعاطي النقد أو التصدي له من الشباب وهو بالقطع كتاب جدير بالقراءة والدراسة والبحث وهو إضافة إلى المكتبة العربية. وكاتبنا الأستاذ سيد جمعة قام باختيار بعضاً من قراءاته النقدية لبعض المبدعين العرب المميزين بإنتاجهم المتميز والمتفرد وكان من بينهم على سبيل المثال لا الحصر : -القاص العراقي / هادي المياح وإبداعه ” حين تتنفس الأشياء ” . -الروائي المصري الدكتور / سليمان عوض وإبداعه ” إحتراق الفراشات “. -الكاتب العراقي / عبد الستار جبار وإبداعه ” وقائع ولادة في جدار”. -الروائية المصرية / سعد الزامك وإبداعها ” مشكاة التحدي “. -الروائي المصري / د. صلاح شعير وإبداعه ” العنيدة و الذئاب “. -الروائية المصرية / هبة بنداري وإبداعها ” بلقيس ليست ملكة و لا شبح “. -الروائية الكويتية / شيمار بيتسكي وإبداعها “الرقص على رؤوس الافاعي” -الروائية العراقية / فليحة حسن – مهاجرة إلى امريكا – وإبداعها “أكره مدينتي ” -القاص العراقي / كريم صبح وإبداعه ” مالك المقبرة -القاص العراقي / عبد الكريم الساعدي وإبداعه ” ما بعد الخريف “. -الشاعرة / جهاد نوار -القاص النوبى / اسلام صلاح -الشاعر / جمال حامد حرصت على ألا اتطرّق إلى محتوى الكتاب و حتى أترك للقارئ متعة القراءة و الاستمتاع بما يحويه هذا الكتاب من إبداع نقدي جديد و غير مسبوق .
محمد الهادي الطواب كاتب و باحث و مترجم
لقد أ
Ce
Ce
Ce
كده
لقد أ