بقلم / د. مصعب أبوبكر – السودان أم درمان
ضجت المدن والقرى ، السواحل والقفار ، البوادي والحضر ، ضجت بهذه الصور والكل يهنئ ويبارك وينظر بإعجاب لقصة نجاح صاحبتها ، لم يقو على كتم دموع الفرحة والإعزاز والفخار ؛ فهي أحرزت الدرجة الكاملة في نتيجة إمتحانات الشهادة لمرحلة الأساس في ولاية كسلا
رحاب ابنة المزارع رمز الكفاح وطهارة اليد أحمد عمر والأم الحنون الرؤوم حواء إسماعيل ، قهرت المستحيل ، جعلت الظروف تنحني لتركع قدميها وتلثم بريق اصرارها ، أجبرت قساوة الأيام وضيق ذات اليد أن يحي فيها الصبر والإيمان بالله سبحانه وتعالى … رحاب كانت في رحاب
ذاك البيت المتواضع و(اللمبة) الوحيدة الممدودة من الجيران (كتر خيرهم) – كما قالت رحاب – كانت تجسد معنى الصمود ، جسدت بصبرها كل الملامح التي حكت عن معدن السوداني الذي لا يصدأ ، كانت توشكي والمتمة ، كانت كرري وأم دبيكرات ، أججت بنجاحها الباهر مكنونات الروح وكوامن الأفئدة ؛ فهي عاندت فقرها وفقر أسرتها ، وطوعت من حالها فأضاءت بجبينها ما أظلم من حجرهم وفناء دارهم الصغير …
رحاب ماذا أقول فيكِ !!! فقد أرقهتِ خيل كلماتي فما استطاعت أن تدرك قامت مجدك الذي شيدته بفخار العز … يابنة بلادي لله درك وأنت تبعثين رسالة قوية لكل من هم على الدرب مفادها :
مانيل المطالب بالتمني
لكن تؤخذ الدنيا غلابا