إبراهيم نجم: قدمت دار الإفتاء 100 ألف فتوى تتعلق بموضوع الإلحاد في عام 2023.. شهد عالمنا العربي والإسلامي غزوات من الإلحاد والتشكيك التي تركز على شبابنا فقد كان الفكر الإلحادي في السابق محصوراً في فئات محدودة تُسمى النخبة، لكنه انتشر الآن بين الشباب نتيجة لظهور مجموعة من الأفكار التي تم تبسيطها لتكون أكثر سهولة في فهمها وقبولها.
صدرت 100 ألف فتوى تتعلق بمسألة الإلحاد من دار الإفتاء في عام 2023 فقط
وفي هذا السياق، أشار الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى أن دار الإفتاء تؤكد على أهمية الالتزام بالدين الإسلامي والابتعاد عن الإلحاد والشذوذ الجنسي، حيث تعتبر هذه الظواهر تهديدًا للأخلاق والقيم الاجتماعية.
وذكر الدكتور نجم أن هناك العديد من العوامل التي ساهمت في انتشار الإلحاد والشذوذ الجنسي، وعلى رأسها ضعف الإيمان وقلة التمسك بالمبادئ الدينية وتأثر الأفكار بالتيارات الغربية.
إبراهيم نجم: قدمت دار الإفتاء 100 ألف فتوى تتعلق بموضوع الإلحاد في عام 2023
وأضاف الدكتور نجم أن جهل الدين، وعدم الفهم الصحيح لمبادئ الإسلام وأحكامه، بالإضافة إلى ركود الخطاب الديني لسنوات طويلة، له تأثير كبير في زيادة هذه الظواهر التي يرفضها الإسلام، كما أن المشاكل الاجتماعية والضغوط النفسية والانحرافات السلوكية تعتبر عناصر أساسية في البيئة التي تحتضن هذه الظواهر.
وأشار الدكتور نجم إلى استراتيجية دار الإفتاء المصرية الهادفة إلى تعزيز ثقافة الحوار باعتبارها واحدة من أبرز وسائل التواصل الفكري والديني والثقافي والاجتماعي.
وفي هذا السياق، تم إنشاء وحدة للحوار تعنى بالبحث حول القضايا العقدية والمعرفية بالإضافة إلى المشكلات النفسية والاجتماعية المتصلة بها.
وقد تم توسيع أنشطة الوحدة لتقديم رؤى جديدة في العديد من القضايا والإشكالات المعرفية، وتقديم المشورة بشأن قضايا مثل الانتحار، والهوية الجندرية، والعنف الأسري، والاندماج، والتطرف الديني، والإلحاد، والحوار مع الآخر، وغيرها من القضايا الإشكالية ذات الصبغة الدينية.
كما أوضح أن الإدارة قد عقدت 922 جلسة حوارية استمرت من ساعة إلى خمس ساعات للجلسة، حيث تطرقت إلى حوالي 100 سؤال في الجلسة، مما يعادل نحو 100,000 فتوى ضمن الجلسات التي تم تنظيمها في الدار خلال عام 2023 وحده.
وأفاد بأن تصنيف الجلسات تناول الأسئلة الكبرى مثل: نشأة الكون، ووجود الله، وصدق الرسالة، وصوابية الدين، بالإضافة إلى إشكالات فلسفية مثل: معضلة الشر، ومفهوم الإرادة الحرة، ونظرية الخلق المستمر.
استمر الدكتور نجم موضحًا أن دار الإفتاء المصرية تُعَد واحدة من أبرز المرجعيات الدينية في العالم الإسلامي، وهي تعمل جاهدة لمكافحة ظاهرة الإلحاد المتزايدة في المجتمعات الحديثة.
تتميز حوارات دار الإفتاء المتعلقة بالإلحاد بالتركيز على الحجج العقلية، حيث تسعى لتقديم أدلة عقلية وأسس شرعية وعلمية لإثبات وجود الله تعالى، وشرح حكمة الشريعة الإسلامية.
كما قامت دار الإفتاء بدراسة الشبهات التي يثيرها الملحدون وتقديم إجابات كافية لها من خلال فريق من أمناء الفتوى والخبراء المتخصصين في علم النفس والاجتماع.
وأكد مستشار مفتي الجمهورية على أهمية الحوار الهادئ والبناء مع الملحدين، وضرورة تقديم حلول عملية لمواجهة ظاهرة الإلحاد، من خلال تعزيز القيم الدينية وتطوير البرامج التعليمية والدعوة إلى التسامح والاعتدال.
وحذر الدكتور نجم من المخاطر المترتبة على الإلحاد بالنسبة للفرد والمجتمع، مثل فقدان القيم الأخلاقية، والانهيار في الروابط الاجتماعية، وزيادة الجرائم، مشيراً إلى أن للأسرة والمجتمع دوراً مهماً في تربية الأجيال على القيم الدينية والأخلاقية، وحماية الشباب من الأفكار المنحرفة.
