إن الأنظمة الديمقراطية في أوروبا التي تستقبل اللاجئين وتمنحهم الأمان والجنسيات والاستقرار تعرضت لهزة ارهابية داعشية قوية . لا شك أن احداث بروكسل يوم الثلاثاء 22/03/2016 وما نجم عنها من ضحايا هزت أوروبا كما حصل في تفجيرات باريس العام الماضي . ومماعمّق هذه المأساة الانسانية اعلان داعش الصريح بأنهم هم المنفذون لهذا العمل اللانساني الدنيء .هل لا تشعر داعش بأنها سبب نقمة الغرب على المسلمين ؟ هل لا تدرك داعش ما سيعانيه المسلمون في العمل وفي الشارع وفي كل مكان ؟ يظهر تماما في عيون البلجيكيين ونظراتهم الجو المشحون بالكراهية الذي ترتب على هذه الانفجارات، كما يبدو جليا السخط والرغبة في الانتقام .ومن النتائج المترتبة على هذا العمل البربري تشديد الإجراءات على المسلمين في كل مكان في أوروبا علاوة على الخوف والريبة من كل مسلم آت الى أوروبا ،ناهيك عن المقيمين قي أوروبا والذين سيعانون معاناة قسرية جراءهذه الاعمال الوحشية من قِبَل داعش. كيف يستطيع المسلم في أوروبا ان يُقنع الاوروبي بأن الدين الاسلامي دين تسامح وإخاء ورحمة وليس دين عنف ؟ لتعلم داعش ان مثل هذه الاعمال الخسيسة تُعمّق العنصرية لدى الأوربيين وتزيد من تضييق الخناق على المسلمين هنا ! هل سيفهم الغرب كله وخاصة الدول التي غضت الطرف عن داعش في بداياتها القتل الدائر في سوريا وليبيا والعراق وصحراء سيناء ؟ يجب على كل دول العالم ان تتحد لمواجهة داعش واجتثاث الارهاب من جذوره لان هذه المهمة ليست منوطة ببعض الدول دون غيرها .كم عدد الضحايا المدنيين في سوريا والعراق وليبيا ومصر جراء هذا الارهاب الوحشي ؟ لا توجد إحصاءات دقيقة لهذا العدد . هذا التنظيم الوحشي المسمى داعش يحارب كل من يخالف ارآئه وتفسيراته الشاذة من المدنيين والعسكريين ويصفهم بالردة والشرك والنفاق وحتى يستحل دماءهم . وللاسف الشديد فإن معظم أفراد داعش من السنة !!! يعتمد التنظيم على الشبكة العنكبوتية في إيصال رسالته وجذب الشباب البائس اليائس من اي قطر ، كما انه يعمل على نشر الأفكار السلفية الجهادية . واجزم يقينا ان هؤلاء الدواعش يخدمون اسرائيل وأمريكا خدمة مجانية لكي تنام اسرائيل قريرة العين . كيف يُفسر استقبال نتنياهو لجرحى الدواعش على الحدود السورية الإسرائيلية ومعالجتهم مجانا في المستشفيات . يستقبلهم والفرحة بادية على وجهه . ولم لا ؟ المسلمون العرب يقتلون بعضهم بعضا . متى سيفهم هؤلاء الدواعش المغفلون هذه الالاعيب الحمقاء ؟ متى سيفيق هؤلاء من غفلتهم وسفههم ؟