منوعات ومجتمع

أنقذ قرية من الانفجار ومات فمنحت الدولة اسرتة خمسة ألاف جنية

احجز مساحتك الاعلانية

كتب:-خالد الجارحي
سيطرت حالة من الحسرة والألم على أسرة عامل باليومية بمركز أبوقرقاص في المنيا، بسبب ما وصفوه بتجاهل الدولة لتضحية رب الأسرة بحياته عندما نجح بمحاولات فردية في منع انفجار شاحنة لنقل السولار وكذلك محطة لتموين السيارات بالوقود قبل نحو أسبوعين.
كان العامل انطلق بمفرده وسط ألسنة لهب منطلقة من شاحنة وقود وتمكن من إغلاق محبسها ليمنع انفجارها وتحطم المحطة المطلة على الطريق الزراعي المكدس بالسيارات، ليسقط صريعا بعدما إصابته بحروق خطيرة أدت لوفاته في الحادث.
وعجزت زوجة العامل وأطفالها الخمسة عن إيصال صوتهم للمسؤولين، واكتفت الدولة ممثلة في محافظ المنيا ومديرية تضامن المنيا، بمنح أسرة الضحية مبلغ 5 آلاف جنيه، هي مبلغ التعويض، بجانب مبلغ مماثل كإعانة من التضامن، لتخسر الأسرة عائلها الوحيد ويغيب معه مصدر الرزق والشعور بالأمان.
القصة تعود وقائعها ليوم السبت 21 مايو الماضي، عندما اشتعلت النيران بـ”خرطوم محبس” تفريغ شاحنة محملة بالسولار، عندما همت السيارة ببدء إفراغ حمولتها بمحطة لتموين السيارات، واقعة علي طريق “مصرــ أسوان” الزراعي بمركز أبوقرقاص.
وقال وليد مسامح، مدير فرع مركز الحريات والحصانات لحقوق الإنسان بأبوقرقاص- في تصريحات صحفية له إن مشهد اشتعال الحريق الهائل صدم العشرات من شهود العيان وأثار هلعهم، بسبب ارتفاع ألسنة اللهب بشكل مخيف تسبب في تشويه المباني المجاورة لمحطة البنزين، وامتد لسيارتين ليحرقهما مع عدد من الدراجات النارية.
وأضاف: تسبب المشهد في إرباك عمال محطة البنزين، وهرب المارة مستغيثين، بينما انطلق فرغلي فتحي فرغلي، 45 سنة، عامل باليومية بمحطة الوقود، خلف السيارة التي حاول سائقها تحريكها لحماية خزانات وقود المحطة من الانفجار الحتمي.
وتمكن العامل بمفرده من اختراق ألسنة اللهب المنطلقة من السيارة مثل قاذفات اللهب، وسط دهشة شهود العيان، وظل يحاول جاهدا غلق محبس السيارة رغم تسلط اللهب على جسده مباشرة، لينجح في انجاز المهمة، ثم يخر فاقدا للوعي من تأثير ما أصابه من حرق، ليلفظ أنفاسه متأثرا بالإصابة، ويدفع حياته ثمنا للبطولة، ونتيجة للشهامة.
من جانبها وجهت أسرة الضحية فرغلي فتحي فرغلي، نداء لمسؤولي الدولة للالتفات للأسرة المكلومة التي فقدت عائلها، وقال أحمد فرغلي، 12 سنة، الابن الأكبر للضحية، نحن خمسة إخوة أنا أكبرهم، بينما يصغرني كل من رحاب 11 سنة، مصطفى 7 سنوات، محمود 5 سنوات، جنا 3 سنوات.
وأضاف الطفل أحمد، سمعنا كثيرا عن بطولة ناظر محطة سمالوط، والذي أصيب أثناء فصله عربة قطار يحترق، ولم تعترف الدولة ببطولة والدي الذي ظل يعدو خلف شاحنة البنزين ليقدم حياته فداء للمدينة وسكانها، ونحن الآن دون عائل أو دخل بعد رحيل سندنا في الدنيا، أحن وأطيب أب.
وتابع: حضر إلى منزلنا اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، وسلمنا مبلغ 5 آلاف جنيه تعويضا، ومبلغ مماثل له من التضامن الاجتماعي، ولكننا نتساءل هل يساوي تقديم والدي لحياته طواعية هذا التقدير المادي الزهيد ودون تقدير معنوي أو تكريم.
واستكمل حديثه قائلًا: لا يجرؤ أحد على إنكار بطولة ناظر محطة قطار سمالوط، الذي كرمته رئاسة الجمهورية، ولكنه في النهاية ما زال على قيد الحياة، ولكن والدي توفي وضحي بحياته لإنقاذ مدينة بأكملها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى