أخبار عاجلةأهم الاخباراسليدرالأدب و الأدباءاهم المقالاتمقالات واراء

أنــــــا مسلم _ بقلم : جيهان حكيم

لا بد أن نعترف مقدما بأنه  ينبغي أن نقترب نحو الموضوعية حتى لو صدمتنا الحقيقة بشيء يخالف ما ألفناه واعتقدناه من تقاليد وموروثات تشبعت بها العروق والعصيبات المقيتة  ، لأنها أساس النزاعات الطائفية البغيضة ،وأصحابها هم الذين يؤججون نار الفتنة بين المسلمين من خلال مواقفهم وآرائهم السلبية
ومن هنا أصبح الكثيرون يعتمدون في وصف الأخر على المسمى الافتراضي الذى يختارونه ، ويتعاملون معه وفق قوانينهم فهذا سنى وهذا سلفي وذاك قرآني وهاك شيعي وأخر وهابي … الخ من قائمة المذاهب التي إبتدعها البشر ، بل ترتفع أو تنخفض الشخصية قياساً لجذور تلك الحواجز النفسية والمسميات التي لا اؤمن بها قولاً واحداً لقوله تعالى

 (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ)

وانا لست من هذا العالم المعقد والمتداخل والشائك المرتبط دائماً وأبداً بقوة التناحر والتعصب والتفرقة التي نهى عنها ربى فى كتابه الكريم

 ( من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) 
(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء )
وأشهدك ربي إنى لست منهم ، وإنى  علي ملة إبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وملة خاتم النبين سيدنا محمد مسلماً خالصاً لا أنتمى لأحزاب ولا جماعات ولا طوائف  قط

أنا وصفى مسلم وجوهري الإسلام دين الحق والعدل والحرية والعلم والعقل ، وعقيدتي ليست رموز وتصورات تخضع لطقوس وتقاليد المرء الشخصية ، بل منهج حياة وسلوك اجتماعي لا ينعزل عن تعاليم الإسلام الشمولية

أنا مسلم .. أبحث عن الحوار العقلاني الواعي لأزاحة الضباب عن كثير من المغالطات المنسوبة للتاريخ الإسلامي ولا سيما الروايات المحرفة والمصنوعة والتي أرتقت في أذهاننا إلى مستوى الشعائر المقدسة
 
أنا مسلم .. أجتهادي ليس نظرية وليس فلسفة ولا مصطلح أناني وليس هتاف برؤية خاصة ، انما حق ضد  القوالب والفتاوي الجامدة وضد منح القدسية
للبعض وتنزيههم عن النقد
 
أنا مسلم ..أرفض الارث الطائفي الممزق المخيف  المشوه و التقليد المستبعد والمستحيل عن ديني ، حتى صار تعصبنا لأي شيء ألفناه هو أشد ألف مرة من إستعدادنا للتمسك بالحكم الشرعي الإلهي
..
أنا مسلم.. أجتهادي فرض يزودني برغبة صادقة في البحث عن الحقائق الناصعة لسيرة رسولنا الكريم المبرأة من كل ما تراكم عليها من غبار زمن طويل ، ورفض كل الحواشي والأستنتاج الجائر وروايات الشعوذة السائدة
حتى وأن جابهني شتى  ألوان الشتائم والمطاعن
 
أنا مسلم .. من واجبى أن أسعى لتصحيح مفاهيم ونظرة ظالمة مفعمة بروح التخلف  شوهت ديني المثالي وجعلت الغير يصنفني وفق ما جاء في نصوص غير موزونة وغير منطقية
 
انا مسلم .. من أبسط حقوقي أن أجتهد من أجل الفهم الصحيح للقرآن الكريم من خلال الأدلة المشروعة فيه وليس عن طريق تحوير كل نص لا ينسجم مع هذا المدعى أو ذاك الشخص أوهاك الكتاب  أو ذلك الرأي وصياغته بحسب قوالب صنعوها بأيديهم

أنا مسلم .. من حقي رفض وصاية شخوص أمتلاءت عقولهم  بأساطير الأولين و وطوعت لهم إنفسهم التجروء عليالتحريف والتصحيح بناء علي فرضيات وتأويلات خاطئةفغادرهم الحق وسكنهم الباطل
و
غزلوا منه ما أسموه علم ودينمن أجل التجارة والشهرة

أنا مسلم .. تدبر القرأن الكريم وتطبيقه هو الفرض الواجب علي فكري وحواسي ليس الحفظ ولأن التفكير والتدبر والتعقل فرض من الله فأنا لست من الشخوص التبعية السمعية التي تتخذ وصف الآلة ولست ممن وصفهم ربي بالأنعام
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ
إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)

أنا مسلم .. سأظل أستنكر العدوات المستحكمة والغوغائية الجماعية التي تؤسس لثقافة تؤول إلى حتمية التخلف والأنحدار حتى وأن نالتني قائمة أحكام جزافاً تتعقبها سخرية وتختمها خرافة الاتهام باننا نسعى
ل(هدم الدين ) وهل دين الله يُهدم
 
انا مسلم .. أجتهادي غاية يستقر بها الأمن والامان داخل نفسي وعقلي ليشمل كل وجوه الحياة التي أعيشها مع الآخر، وليس من أجل أستعراض يعود على بالشهرة والنفع وليس من حقك مصادرته أو ممارسة الوصاية على ضميرى ونيتى ومظهري فمن يعلم خائنة الأعين وماتخفى الصدور لم يجعل لبشر الوصاية على عباده قط

اذاً .. فليتأدب العبد مع المولي عز وجل وكل من يخال له أنه وكيل الله في الأرض ولينتهى من هذا العبث وإلا فليمارسه على ذاته وحسب دون خلق الله

الكاتبة جيهان حكيم

كاتبة حرة وأدبية حصلت على العديد من الجوائز في القصة القصيرة ، خريجة إعلام القاهرة , نائب رئيس مجلس إدارة مجلة المجتمع سابقا ، نائب رئيس تحرير جريدة الأمة ، رئيس القسم الثقافي بصوت مصر الحرة ،كاتبة مقال الرأى بجريدة صوت الوفد ، جريدة العالم الحر ,جريدة الوتر، جريدة نبض الشارع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى