بقلم : أحمد سمير
عبرت دول عديدة عن تنديدها بالتعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على صادراتها للولايات المتحدة.
وانضم قياديون في الحزب الديمقراطي إلى قائمة المنددين بفرض تعريفات على واردات الفولاذ والأولمينيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك.
ورد قادة الدول المعنية بإجراءات مماثلة على صادرات الولايات المتحدة إلى بلدانهم من الفولاذ وحقائب النوم والأقلام.
حيث علق الرئيس الفرنسي ” إيمانويل ماكرون ” أن قرار الأدراة الأمريكية بفرض الضريبة “غير قانوني”، و حسب ما صدر في بيان لقصر الإليزيه أن الاتحاد الأوروبي سيرد “بطريقة صارمة ومناسبة”.
و علق وزير التجارة الدولية ” ليام فوكس” إن فرض تعريفة بنسبة 25 في المئة على الفولاذ أمر “سخيف”، وسيكون الأمر مؤسفا جداً لو أننا دخلنا في مواجهة بالإجراءات المتبادلة مع أقرب حلفائنا.
وقال أيضاً وزير التجارة الدولية في حكومة البريطانية
” باري غاردينر” إن الإجراءات الأمريكية وصفها بأنها بنيت على الكذب وإن على بريطانيا ألا تخضع لاستفزاز الرئيس الأمريكي ونحن نؤمن بنظام مبني على القانون، وترامب لا يؤمن بذلك .
ويرى غاريث ستيس، رئيس الهيئة البريطانية لتجارة الفولاذ، إن فرض التعريفات “ليس هو الطريقة المثلى التي نعامل بها الصديق”، ودعا الحكومة إلى حماية الصناعة التي توفر 31 ألف منصب عمل.
و أعتبرت المستشارة أنغيلا ميركل في بيان للحكومة الإلمانية عن الرسوم الجمركية يأنها ضريبة غير قانونية و أن قرار فرضها يحمل في طياته مخاطر حدوث تصعيد سيلحق أضراراً بالجميع في النهاية، حيث عدم تمديد الأعفاء المؤقت الممنوح للأتحاد الأوروبي و فرض ضرائب بنسبة 25%على الصلب و 10% على الألمنيوم المستورد من أوروبا و كندا و المكسيك هو قرار من الرئيس الأميركي بعدم منح استثناء دائم سيخضع لتحليلات منفصلة في الأتحاد الأَروبي الذي يستعد للرد بتدابير مضادة مناسبة دون النظر إلي اي تحالف.
ما الذي تعنيه التعريفات الأمريكية؟
أعلن ترامب عن التعريفات في مارس ولكنه وضع استثناءات بينما كانت بعض الدول في مفاوضات مع الولايات المتحدة.
فقد رد الرئيس ترامب على ردود الفعل الدولية بحسابه على توتير قائلاً ” يجب على الولايات المتحدة ، بعد طول انتظار ، أن تعامل بإنصاف في التجارة. إذا كنا نطالب ببلد صفر لبيع سلعهم ، وهم يفرضون علينا 25 أو 50 أو حتى 100 في المائة على بيع بضائعنا ، فهذا أمر لا يمكن قبوله. هذا ليس حرًا أو تجارة عادلة ، إنه تجارة غبية!”
حيث يرى الرئيس ترامب ان في ظل أنخفاض العملة الأمريكية منذ توليه الحكم و أرتفاع نسبة التضخم داخل الولايات المتحدة الأمريكية هو عدم التكافؤ العادل بالأتفاقيات الدولية التي وافق عليها الديمقراطيون و الجمهوريون بالكونجرس خلال السنوات الماضية و يجب أنهاء هذه الأتفاقايات حتى تعود الولايات المتحدة الأمريكية أكبر قوة أقتصادية في العالم كما كانت عليه مسبقاً.
وقال وزير التجارة الأمريكي ” ويلبر روس ” إن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك لم تتقدم، وهو ما يعني أن التعريفات بنسبة 25 في المئة على الفولاذ و10 في المئة على الألومينيوم ستدخل حيز التنفيذ.
وأضاف روس أن الرئيس له صلاحية رفع هذه التعريفات في أي وقت، فاتحا الباب أمام “المفاوضات”.
ما الذي سيفعله الأتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك؟
أصدر الاتحاد الأوروبي قامة من 10 صفحات بالسلع الأمريكية التي ستخضع لتعريفات ردا على قرار ترامب، وإنه سيرفع قضية ضد الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية.
وقالت كندا إنها ستفرض تعريفة بنسبة 25 في المئة على صادرات أمريكية بقيمة 13 مليار دولار من بينها الفولاذ والألبان والويسكي والقهوة.
وتعتزم المكسيك، حسب وزير الاقتصاد، فرض تعريفات جمركية على الصادرات الأمريكية من الفولاذ ولحم الخنزير والتفاح والأجبان.
وبلغت صادرات كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي مجتمعة 23 مليار دولار من الفولاذ والأولمينيوم في عام 2017 أي نسبة 48 في المئة من واردات الولايات المتحدة من الفولاذ والألومينيوم العام الماضي.
