كتبت سماء كمال
———————————————————————
تمر بنا لحظات نشعر فيها أن لا أحد يشعر بنا. تعطين الكثير والكثير، وكل حي مشغول بحالة، حتى أيام الاجازة الجميع يخلد للراحة، يفعل مايشتهي، ينام، يلعب، يخرج، وأنتي مطلوب منك أن تستمري فيما أنتي عليه، من واجبات ومسئوليات.
حتي اصبحت لحظات الراحة تختلس في أوقات غفلتهم. والأصعب من هذا وذاك تأنيب الضمير الذي تشعرين به آنذاك، وكأنك تؤنبين نفسك على لحظات راحة تنعمين بها قليلاً لنفسك.
وتستمر دائرة الحياة مابين ضغط وتحمل مع زيادة مشاعر الآلم والاحباط ومقولات تهدئة تتردد في عقلك من وقت لآخر
“معلش بكره يكبروا، أنتي شمعة تحترق، هي ده سنة الحياة”
حبيباتي نحن لسنا شمع يحترق، خلقنا الله لنكمل حياتهم، ننيرها فى دفء وحنان وهدوء، نضئ لهم الطريق لنساعدهم، ولكن لم نخلق لنحترق وننسى ذواتنا من أجل أحد. فليست هذه سنة الحياة، “إن لبدنك عليك حق”.
من لم يقدّر ذاته، يحب نفسه، يقدّر طاقاته، يرعى احتياجاته سواء نفسيه او جسدية، فستنتهي به الحياة مشرداً مابين رغبات ومسئوليات لا نهاية لها ولا تقدير ولا إمتنان ممن حولك. فمن لم يمتنّ لنفسه، لن تمتنّ له الحياة.
ولو استمرينا هكذا فستنطفئ حياتك وحياتهم عاجلاً ام أجلاً، لو لم تنتبهين الآن لنفسك وتبدءين إمتناناً لجسدك وذاتك وقدراتك وحقوقك، ستتعرقل الحياة من كثرة نوبات الغضب والإحباط والإكتئاب وكرهنا لأنفسنا.
ستفقدين السيطرة على مشاعرك وحالة الغضب بداخلك ستتفاقم حتى تحيطهم أيضاً بوابل من الكآبة وضيق الخلق، والعصبية.
وحتى لا نصل وإياهم إلى هذه المرحلة، فلنبدأ بالآتي:
١-أنا ضيفة عندي النهاردة .. النهاردة أنتِ لستِ شمعة تحترق .. بعد ذهاب الأولاد إلى مدارسهم وخروج زوجك بالسلامة .. أحضري صينية شيك وضعي عليها فطورك الصحي .. عصير طازج .. خضروات ملونة .. شاي .. قهوة .. قطعة حلوى تنعشين بيها مزاجك.
٢-تحبي تقعدي فين؟؟ بلكونة .. ركنة الخضرة .. فوتية مع لايت ميوزك ولا تتفرجي على اوبرا؟
٣-امضغي طعامك بهدووووء .. تلذذي بكل لقمة .. استشعري النعمة .. وكرري الحمدلله.
٤-هل أنتهيتي من فطورك؟؟ إذن جهزي البانيو وعطريه بعطر هادئ .. حان وقت الإسترخاء مع سكرب لجسمك .. باديكير .. حمام كريم لشعرك .. استجمي واشعري بكونك أنثى ولو لمرة واحدة أسبوعياً.
٥- هل أنتهيتي؟؟ إذن ركعتي الضحى .. ثم استرخي على سريرك .. واستحضري نيتك لبقية اليوم!!
كل ماسبق لن يأخذ منك أكثر من ساعتين ولكنه سيعود عليك بالكثير خلال يومك .. اختاري منه مايناسبك حسب وقتك ولكن ابدءي.
وتأكدي حتى تسعدين من حولك يجب أولاً أن تكوني أنتِ سعيدة .. هل أنتِ حقاً سعيدة؟؟
سعادتك تنبع من الداخل .. وفري أموالك ومقتنياتك فكلها أشياء مكملة لن تنوب عن سعادتك الداخلية سوى لحظات وستعودين لما كنت عليه مرة آخرى.
المطلوب منك أن تحبي نفسك أولاً كما هي بدون شروط .. جسدك .. طبعك .. عيوبك .. شكلك .. وضعك الإجتماعي، لا تأنيب ولا محاسبة الآن، تغاضي عن أي سلبيات وأكتشفي مميزاتك وطيبة قلبك. إمدحي في إيجابياتك وخرّجي أجمل مابداخلك.
وإفتحي صفحة جديدة بإستقبال فرد جديد في عائلتك، سترعيها وتعطيها حقوقها كفرد من أفراد أسرتك، وأكتبي أعلى الصفحة عبارات توكيدية إيجابية عن تقديرك وحبك لنفسك:
“أنا بحبني كما أنا، أنا جميلة وأستحق التقدير منّي، جسدي جميل، منظري رائع، شعري مدهش، واثقة من نفسي، مستمتعة بشخصيتي، قوية الإرادة، محبوبة ممن حولي، ….. “
أوجدي وقتاً لنفسك ولو ساعة أو أثنين يومياً .. لا تنامي بعد نزول الأولاد واستغلي هذا الوقت بعمل يعود عليك بالفرح والسعادة والرضى الداخلي .. ابدعي في إبتكار أشياء جديدة وبسيطة .. إتصلي بصديقاتك وحددي موعد مرة اسبوعياً انطلقوا صباحاً لتتناول الإفطار .. أو مقابلة عند أحد منكم ساعتين الصباح .. أو أخرجي مع نفسك استمتعي بالتمشية أو بالجلوس في النادي مع كتابك المفضل .. أو بأي شئ تهواه نفسك.
الأفكار كثيرة وللحديث بقية .. فقط إبدءي وستتوالى الأفكار زخات زخات .. عندها ستجدين نفسك وستجدين الحياة في كل شئ حولك .. ستنعمين بيومك .. ببيتك .. بزوجك وأولادك .. وستمر الحياة أقل عناء.
وأخيراً لا تنسي أن تكوني هادئة في تصحيح ماسبق .. خذي خطوات بسيطة ثابتة مستقرة .. فما اعتادوا عليه من حولك لن يتنازلوا عنه بسهولة ولن يقبلوا بوضعك الجديد وفكرة استقطاع وقت لنفسك ستغيظهم .. ولكنهم سيعتادون على ذلك عندما يجدونك ثابتة ويرون آثاره تعم عليهم من سعادة وهدوء وراحة