لم يعد ” المزاج ” العام في المنطقة العربيه يقبل استمرار التفكك بين الأشقاء فقد اصبح من الواضح أن هناك
خطوطاً حمراء لسياسة رسمتها أمريكا كقوة عظمي وفرضتها علي العرب وليس ذلك فقط بل زرعت في الشرق
الأوسط دوله أسرائيل لتحرص علي تطبيق تلك السياسات حتي أصبحت تملك اليد العليا في إدارة مصير ومستقبل الشعوب العربيه , وذلك في ظل تاييد كامل وضعف وخنوع من الحكام العرب فالعلاقة بين الطرف الأمريكي والحكام العرب علاقة أستراتيجيه ثنائيه الشكل والمضمون , علاقة غير شرعية ألقت بظلالها السوداء علي الواقع العربي فأظهرته في صورته البائسه يعاني من الأنقسام والتشرذم ويواجه خطر الحروب الأهليه وخطر الجيوش المنظمة من المليشيات المسلحة ذات فكر متطرف .. في بعض مناطق الشرق الأوسط .. سياسه جديده تحت مظله الدين فعندما شن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش حربه علي العراق وصفها بالحرب الصليبيه , عندما تأسست حركة المقاومة الإسلاميه في بلاد الرافدين والشام ” داعش ” اصطبغت بالصبغة الدينيه شانها في ذلك شان حركه المقاومة الأسلاميه حماس وحركة الجهاد الأسلامي في فلسطين وتنظيم القاعده في أفغانستان جميعهم تم تأسيسهم بغلاف ديني شنوا حروبهم تحت مظله الدفاع عن الدين ولم نر احد منهم يحرر المسجد الأقصي من براثن جيش الأحتلال الأسرائيلي . ونجد سياسه امريكا واضحه في تمويل ودعم المجاهدين في الشرق الاوسط فنجدها منذ منتصف الثمانينات تدعم مجاهدين افغانستان وهم مجمـوعتين احـدهما بزعامة الزعيم الطاجيكي برهان االدين رباني واحمد شاه مسعود الذي قتـل فيمـا بعـد ، والثـاني بزعامـة الزعيم البشتوني قلب الدين حكمتياروحليفه الاوزبكي عبد الرشيد دوستم إلي أن ظهرت مجموعه ثالثة وهي طالبان تحت قياده الملا محمد عمر، الذي اسس حركة طالبان وجمع الاسلحة بكافة انواعها من الاحزاب والشعب في حربهم علي الاتحاد السوفيتي الذي كان يحمي النظام الشيوعي هناك والذي يعد استمراره خطر علي الأمن الوطني لأمريكا والتي استطاعت ان تهزم الشيوعية علي أثر انهيار الأتحاد السوفيتي , ولكنها تناست أن للجماعات الجهادية قدرة علي التغلغل وأن الهدف الأساسي لها هو التمدد الجغرافي مما يضر بأوروبا وبالولايات المتحده وهو ماحدث بالفعل عندما تذوقت أمريكا ماصنعت يداها فقامت طالبان بأستهداف المدمرة الامريكية ” كول ” في ميناء “عدن ” والذي اسفر عن مقتل 17بحـارا امريكيـا ، قامـت الولايـات االمتحـدة الامريكيـة بفـرض حظـر جـوي علـى حكومـة طالبان وتجميد اصولها المالية في الخارج .. وشنت حربها علي حركة طالبان علي أثر ضرب مركـز التجـارة العـالمي فـي العـام ١٩٩٣وتفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا في العام ١٩٩٨والتي اسفرت عن مقتل ٢٢٠شخصا مع اضرار مادية كبيرة إلا أن نجحت في اغتيال أسامة بن لادن إلا أنها لم تنجح في القضاء علي تنظيم القاعدة والذي أستلم لواءها ” أيمن الظواهري ” ليخرج علينا بعد ذلك ” جماعه التوحيد والجهاد ” الذي تحول فيما بعد إلي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ” في عام 2004 وتولي أبو مصعب الزرقاوي قيادته حتي اغتيل علي يد القوات الامريكيه عام 2006 في العراق ثم تولي قيادة التنظيم ابي حمزة المهاجر ليتم في عهدة اعلان ” دوله العراق الأسلامية ” بزعامة أبي عمر البغدادي الذي قتل ايضا علي ايدي القوات الامريكية ومعه ابي حمزة في (ابريل 2010 ) , حاول بعد ذلك ابو بكر البغدادي عن طريق اعلان ان ” جبهه النصرة ” هي امتداد لتنظيم ” دوله العراق الأسلاميه ” وسيتم الدمج تحت مسمي ( الدولة الأسلامية في العراق والشام ) لكن النصرة رفضت ذلك الاندماج ومن هنا انتقل نشاط التنظيم إلي سوريا ليخلق لنا ” تنظيم الدولة الأسلامية في العراق والشام ” ( داعش ) المنشق عن تنظيم القاعدة الرافض للامتثال لأوامر أيمن الظواهري بل قتل ممثله في سوريا المدعو ” أبو خالد السوري ” ليكن بذلك تنظيم مستقل بذاته سياسته هي ضرب الأعناق حتي وأن كانت مع من يتشاركه الجهاد تحت مظله الدين ققام بشن حروبا ضد تنظيم ” النصرة ” و ” الجيش السوري الحر ” و ” الأكراد السوريين ” التمدد الجغرافي الكبير للتنظيم جعله ينافس امريكا علي مصادر النفط الخام والبنزين والاستيلاء الحقول والمصافي النفطيه من أجل تمويل عملياته ودفع رواتب مقاتليه فأستطاع وأستطاع تنظيم داعش الأستيلاء علي مدينه الموصل ثاني أكبر المدن العراقية ومحافظة صلاح الدين التي تضم مدينه بيجي حيث أكبر مصافي النفط العراقيه والأن في الطريق للأستيلاء علي كركوك المتنازع عليها من قبل قوات البشمارك والجيش العراقي والذي انتفضت لها امريكا وقررت محاربه جيش ” داعش ” تنظيمات منشقه من تنظيم القاعدة اثارت الفتن ومزقت البلاد صنعته الأستخبارات الأمريكية لمحاربه النظم الحاكمة ويتوقف افشال تلك السياسات علي درجة استجابه الحكام علي حمايه أمن وأستقرار دول الشرق الأوسط .