الاسلاميات

أغراض نداءاتُ القرآنِ الكريمِ للرسولِ ﷺ

احجز مساحتك الاعلانية

اللقاء الايمانى الاسبوعى مع فضيلة الدكتور / اسماعيل المرشدى من علماء الاوقاف

اعداد _ أشرف المهندس

وتلك الأغراض  أهمها التأدبُ مع الرسولِ ﷺ:

1-. لقد أمرَنَا اللهُ سبحانَهُ وتعالى بالتأدبِ مع الرسولِ ﷺ عندَ ندائِه. فقالَ تعالَى: { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} روي ” عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: كَانُوا يَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجل عن ذلك إعظاما لنبيه ﷺ،

قال: فَقُولُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُهَابَ نَبِيُّهُ ﷺ ، وَأَنْ يُبَجَّلَ وَأَنْ يُعَظَّمَ وأنْ يسودَ “. والعجيبُ والغريبُ أنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالَى أخبرَ عن سائرِ الأممِ السابقةِ أنَّهم كانُوا يخاطبونَ رسلَهُم وأنبياءَهُم بأسمائِهِم؛ {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا}. {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ }.

{قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ }. {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ}.لذلكَ أمرَنَا اللهُ بالتأدبِ مع نبيِّنَا ﷺ .

2-. إنَّ القرآنَ الكريمَ يذكرُنَا دائمًا في ثناياهُ بالتأدبِ مع الرسولِ ﷺ. قالَ تعالَى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}. قال ابنُ كثيرٍ( هَذِهِ آدَابٌ، أَدَّبَ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا يُعَامِلُونَ بِهِ الرَّسُولَ ﷺ مِنَ التَّوْقِيرِ وَالِاحْتِرَامِ وَالتَّبْجِيلِ وَالْإِعْظَامِ) وقد رُويَ أنَّهَا نزلتْ في الشيخينِ أبِي بكرٍ وعمرَ، رضي اللهُ عنهما. لما رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: « فَمَا كَانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ ». ولقد طبَّقَ الصحابةُ رضي اللهُ عنهم هذا التأدبَ عمليًّا وأمرُوا بهِ غيرَهُم، فروي أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَجَاءَ حِبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا فَقَالَ: لِمَ تَدْفَعُنِي؟ فَقُلْتُ: أَلَا تَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ”.

3-. ومِن صورِ التأدبِ معهُ ﷺ توقيرُهُ وتوقيرُ أهلِهِ وأزواجِهِ وأصحابِهِ،

قال تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}. قال القاضِي عياضٌ: ومِن توقيرِهِ ﷺ وبرِّهِ: برُّ آلهِ وذريتِهِ وأمهاتِ المؤمنينَ وأزواجِه، وتوقيرُ أصحابِهِ وبرّهُم ومعرفةُ حقهِم والاقتداءُ بهِم وحسنُ الثناءِ عليهِم والاستغفارُ لهُم والإمساكُ عمَّا شجرَ بينهُم ومعاداةُ مَن عاداهُم”.

4-. ومِن صورِ التأدبِ مع الرسولِ ﷺ: حبُّهُ وطاعتُهُ والاقتداءُ بهِ، واتباعُ أوامرِهِ وعدمُ مخالفتِهِ ﷺ. قال القاضِي عياضٌ : « فالصادقُ في حبِّ النبىِّ ﷺ مَن تظهرُ علامةُ ذلكَ عليهِ، وأولُهَا الاقتداءُ بهِ واستعمالُ سنتِهِ، واتباعُ أقوالِهِ وأفعالِه، وامتثالُ أوامرِه واجتنابُ نواهيهِ، والتأدبُ بآدابِه في عسرِه ويسرِه، ومنشطِه ومكرهِه، وشاهدُ هذا قولُهُ تعالي: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ». ذُكِرَ أَنَّ يَهُودِيًّا كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ عِنْدَ هَارُونَ الرَّشِيدِ، فَاخْتَلَفَ إِلَى بَابِهِ سَنَةً، فَلَمْ يَقْضِ حَاجَتَهُ، فَوَقَفَ يَوْمًا عَلَى الْبَابِ، فَلَمَّا خَرَجَ هَارُونُ سَعَى حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَنَزَلَ هَارُونُ عَنْ دَابَّتِهِ وَخَرَّ سَاجِدًا، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ أَمَرَ بِحَاجَتِهِ فَقُضِيَتْ، فَلَمَّا رَجَعَ قِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نَزَلْتَ عَنْ دَابَّتِكَ لِقَوْلِ يَهُودِيٍّ! قَالَ: لَا، وَلَكِنْ تَذَكَّرْتُ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى:” وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ”. حَسْبُهُ أَيْ كَافِيهِ مُعَاقَبَةً وَجَزَاءً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى