اخبار عربية وعالميةاسليدرمقالات واراء

أعداء الأمة العربية ؟؟ العرب !!

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم الكاتب محمد فخري جلبي

حكاية تناحر الدول العربية فيما بينها ، حكاية مأساة ماتزال ترهق كاهل الشعوب العربية ، وتثقل ميزان الكره ، وتخلق أجواء مشحونة بالبغضاء تلقي بظلالها على كافة القضايا المصيرية التي تحاصر المجتمع العربي بشكل عام .

فتنافر القلوب يحقن الأفكار بضرورة عدم التوافق على طاولة الحوار مهما كانت القضايا المطروحة للنقاش حساسة ومن العيار الثقيل !!

ونذكر قضية أحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية عام 2003 ، والتي سميت أيضا من قبل بعض الدول العربية وأنطلاقا من المعيار الذي ذكرناه بالبدء ، بحرب تحرير العراق أو عملية حرية العراق ؟؟

والسبب وراء تغيير التسمية هو كمية الحقد المتراكم والعداء المتنامي في نفوس بعض الفئات الشعبية العربية كأجراء أنتقامي من “صدام حسين ” بجريرة غزو الأخير لدولة الكويت في عام 1990 ، والذي أدى ( غزو الكويت ) إلى تدفق القوات الأمريكية إلى أراضي السعودية تحت مسمى قوات ” عملية درع الصحراء ” .

وبما أننا شعوب نعشق أعتناق نظرية المؤامرة ، ونرفض رفضا قاطعا التفكير بعقلانية ، سيظل الغموض يكتتف مصير أمتنا المظلم ، كما ستبقى دولنا مجرد وريقات مصالح على موائد الدول الكبرى يتبادلونها فيما بينهم متجاوزين خلافاتهم الحادة في بعض الأوقات مقابل توزيع المكاسب ، ( كما يحصل الأن بين واشنطن وموسكو فيما يتعلق بالملف السوري ، فأعداء الأمس يسقطون في بئر الغرام مرات عدة بغية تحقيق مكاسب جانبية ) !!

والمقصود هنا ، وكما برر البعض لصدام حسين في ذاك الوقت بأحتلال دولة الكويت لأسباب أقتصادية وعسكرية وجيوسياسية ، فقد أباح البعض الأخر للقوات الأمريكية بأحتلال العراق والتنكيل بالشعب العراقي فيما هم على قيد الحياة !!

وبين هم وهؤلاء يتكرر سيناريو الضعف العربي بمواجهة المخاطر الخارجية فيما يوازيه من حالات غضب قصوى لمجابهة الأعداء العرب ضمن أتساع خارطة الوطن العربي !!

وهذا التفسير المنطقي هو الذي شكل عذرا أخلاقيا ومخدر موضوعي أمام الشعوب العربية في الوقت الراهن للتملص من الدفاع عن القدس (تلك العاصمة العربية التي سرقت في وضح النهار ) ، متجاوزين ( الشعوب العربية ) ألتزاماتهم الدينية والأخلاقية مقابل التفرغ للخصومات العربية الأكثر خطورة ضمن مجالات التفكير الشعبي الضيقة الأفق ؟؟

ونذكر من تلك الخصومات .. الخصومة بين الرياض والدوحة ومايدور في فلكهما ، الخصومة المتفاقمة بين أتباع المعسكر السني والمعسكر الشيعي ، والخصومة الأشد ضررا على الأمة العربية والتي ستشهد بالسنوات القادمة حلبات صراع دموية وفكرية ، إلا وهي ( الخصومة بين جيش الرافضين للتطبيع مع العدو الصهيوني وبين مرتزقة التطبيع مع العدو ) ؟؟

والأن يتردد إلى أسماعنا بعض الأصوات الرسمية وغير الرسمية التي تتطالب بحل الخلاف مع العدو الغاشم مقابل التنازل عن الأراضي العربية الفلسطينية المغتصبة وأستقبال الشعب الفلسطيني المطرود لاحقا من أرضه التاريخية ليتم توطينه في الدول العربية .

وضمن ذات السياق ، فحكاية مأساة الأقتتال العربي المتواصل عبر ممرات التاريخ والذي يخدم أعداء الأمة العربية بالدرجة الأولى ، ويخلق لهم أفاق متجددة للتدخل والأبتزاز والسرقة ، فمازال التناحر مستمرا إلى مالانهاية ، مادام قادة هذه الأمة يمارسون عن قصد أجندات الدول الكبرى الموضوعة بعناية فائقة لمنطقتنا العربية .
ممايضعنا أمام سؤال مصيري ..
من هم أعداء أمتنا ؟؟

وإلى ذلك ، فأن حكاية صراع الدوحة والرياض ماانفكت تطرق منابر وسائل الأعلام والأروقة السياسية العالمية .

والجديد القديم ضمن مضمار حلبة الصراع بين الفريقين المتخاصمين هو زعم كل جانب على حدا بوقوف الشيطان الأكبر ( واشنطن ) بصفه ضد الفريق الأخر مما يمنحه شعور بالتفوق يؤدي إلى تصعيد لهجة العداء ورفض الجلوس إلى طاولة الحوار .

وقد صرح اليوم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه منذ بداية الأزمة الخليجية كان هناك إدراك أميركي أن الاتهامات التي وجهت إلى دولة قطر هي اتهامات باطلة ولم تستند إلى أي أدلة .

وبالمقابل كان ترامب يتحدث عن تمويل قطر للإرهاب ، مادحًا السعودية !!

كما وقَّع جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، اتفاقًا بقيمة 12 مليار دولار لبيع مقاتلات أمريكية من طراز “إف 15” لقطر ، التي من المفترض ووفق ادّعاءات ترامب أنها تدعم الإرهاب ؟؟ يبدو إذن أنّ ما يفعله ترامب مناورات يستهدف بها جمع أكبر قدر من الجزية من دول المنطقة العربية .

وبمعنى أدق ، كان الأمر يستلزم صناعة فتنة بين دول المنطقة ، وهي حصار قطر ، فيما أنّ جميع مؤسسات الحكم الأمريكية ، كالبنتاغون والخارجية والكونغرس ، تؤيد الدوحة !!

بينما تقتضي اللعبة أن يقف ترامب وحيدًا
ضد تلك المؤسسات بجانب الدول المقاطعة مقابل مليارات الدولارات .

ومجمل الأحداث والتحركات الأمريكية فيما يتعلق بالأزمة الخليجية تبدو واضحة للعيان وضوح الشمس في كبد السماء ، ولكن وعلى مايبدو بأن قادة الأزمة يؤدون أدوارهم الموكلة إليهم بأدق حذافيراها رافضين سماع الأصوات العربية المطالبة بالتوقف الفوري عن الأستمرار بالانزلاق بالمستنقع الأمريكي ، المنشأ خصيصا لدول المنطقة !!

كما أكدت الولايات المتحدة مؤخرا استعدادها للعمل مع قطر لردع ومواجهة أي تهديد خارجي لسلامة الأراضي القطرية يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ، كما أشادت بدور قطر في مواجهة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله .

ودعا الإعلان المشترك الذي وقعه البلدان في إطار جلسات الحوار الإستراتيجي الأميركي القطري بواشنطن إلى تعزيز الشراكة في مسائل الأمن الإقليمي والاستقرار في منطقة الخليج ومكافحة الاٍرهاب ؟؟؟

التطبيع مع الصهيانة ، كرة اللهب التي تتقاذفها الدوحة والرياض بالتناوب ؟؟

وجاء في تقرير لموقع العربية السعودي وبتاريخ 31 يناير 2018 ، عن كشف سفارة إسرائيل في واشنطن عن تواصل قطر مع “مفاتيح” وشخصيات مؤثرة داخل المجتمع الصهيوني الأميركي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة ، وبحسب ما نقلت الأربعاء صحيفة “هآرتز” الإسرائيلية عن متحدث باسم السفارة. وأفاد المتحدث أن هذا التواصل والتقرب من تلك الشخصيات بغية ترويج صورة “جيدة” عن قطر ، قد بدأ منذ منتصف 2017 ، بين قادة أميركيين مؤيدين لإسرائيل، وبين مسؤولين قطريين رفيعين
وكان رئيس المنظمة الصهيونية في أميركا ، مورتن كلاين، وهو اقتصادي أميركي كبير، وأحد أكبر المؤيدين لإسرائيل، كشف في تصريح للصحيفة أنه زار قطر، والتقى مسؤولين قطريين .

وجاء تقرير العربية كرد أنتقامي لتقرير الجزيرة القطري حول علاقة الرياض المتنامية مع ( تل أبيب ) !!

وبحسب موقع الجزيرة القطري التي نشرت مقالا لصحيفة لوموند الفرتسية بتاريخ 7/12/2017 ، جاء فيه ..

أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “مولع بالقطيعة مع الماضي ” ، وأظهر ذلك في أكثر من مثال ، وأثبته في المجال الدبلوماسي من خلال تهيئة مناخ جديد إزاء إسرائيل التي لا توجد لها علاقات رسمية مع السعودية ، وإن كان التعاون والاتصالات الأمنية موجودين بين الطرفين منذ عدة سنوات ، لكن من وراء الكواليس، غير أن علامات التقارب بينهما تضاعفت في الأشهر الأخيرة، ولم يعد التطبيع من المحظورات”، على حد تعبير الصحيفة الفرنسية .

وبطبيعة الحال ، وفي الأوقات التي تكون بها الشعوب مغيبة كليا عن الواقع ، فلن تروق لهم الأتهامات المتبادلة بين الطرفين والمتمثلة بالتطبيع مع العدو الصهيوني ، بل وسيعتبرونها مجرد فبركات أعلامية لاصحة لها ؟؟
فقد عمت الأبصار والقلوب معا !!

وبين مد الأنتكاسات العربية المتراكمة ، وجذر الأستيعاب الشعبي لحقيقة مايجري ، وتكالب القوى الكبرى على المنطقة ، تتلاشى القضية الفلسطينية في بوتقة الضياع العربي !!

فما يسمى باطلا ب ( أسرائيل ) تسعى جاهدة وعلى مختلف الأصعدة للأستفادة القصوى من حالة الترهل العربي لتتفيذ تطلعاتها الأستيطانية وتحقيق أهدافها المستحيلة الحصول في حال ولادة صحوة شعبية عربية .

وكانت المفوضية السامية لحقوق الأنسان قد كشفت في وقت سابق أنها أعدت قاعدة بيانات بنحو 200 شركة تجارية عالمية منخرطة في أنشطة لها علاقة بالاستيطان الإسرائيلي .

وغالبية تلك الشركات أميركية بينما تتوزع البقية بين 19 بلدا بينها دول من الاتحاد الأوروبي منها ألمانيا وهولندا وفرنسا .

ووصفت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي إصدار المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تقريرا بشأن الشركات العاملة في المستوطنات الإسرائيلية بأنه تضييع للوقت وللموارد ، وعدته خطوة خارج ولاية المفوضية .

وهنا ينبغي بنا التوقف مطولا للتفكير بواجبات المفوضية العليا لحقوق الأنسان ، عطفا على ماجاء على لسان مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة ؟؟

ولعل فترة أنشغال الشعوب العربية داخل حلبات الصراع العربي _ العربي ، جعلت من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب _ حول القضية الفلسطينية _ مجرد محطة لايستوجب التوقف عندها على الأطلاق ؟؟ مسوغين ( الشعوب العربية ) لأنفسهم تبريرات أخرى تساق للدفع خارخ أطار القضايا المصيرية الخطيرة ؟؟

حيث قرر الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب الدفع بحل سياسي للقضية الفلسطيني يستند إلى ما يطرحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من حل إقليمي ، يقضي بعملية تطبيع مع الدول العربية تتجاوز الحل السياسي للقضية الفلسطينية وتركز على محاصرة إيران بالتعاون مع دول عربية ، وإجبار الفلسطينيين على القبول بعمليات توطين تشمل صحراء سيناء والأردن ودولا أخرى فيها ثقل سكاني من اللاجئين ، كدول الخليج وأوروبا .

وعلى أيقاع عزف الكمنجات الحزينة لرحيل القافلة الفلسطينية عن الساحات العربية ، تستعد بقية العواصم العربية لتوضيب أشلاءها المتناثرة لتخلع عنها عروبتها هي الأخرى في ضوء ضعف أحتمال ولادة صحوة عربية تقدم حلول ناجعة أو مقبولة للخروج عتم المشهد المرعب .

وهنا عزيزي القارىء ، يبقى السؤال العفوي والذي أن لاقى أجابة فأنه يحمل مفتاح الحل لفهم مايجري …
من هم أعداء أمتنا العربية ؟؟

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

Related Articles

Back to top button