سيدتي الفاضلة فكرت دوما في الكتابة لبابكم المخصص لحل مشاكل القراء في جريدتكم الغراء و ذلك لأن زوجتي من قارئات بابكم علي العالم الحر .. فأنا رجل في أوائل العقد الخامس من العمر و صاحب شركة للاستشارات الهندسية , تزوجت بطريقة تقليدية منذ خمس و عشرون عاما من إبنة عمي التى تصغرني بخمسة أعوامِ … و عشت معها حياة هادئة مستقرة و أنعم علينا الله بثلاثة أبناء أكبرهم في الجامعة وأصغرهم بالمرحلة الثانوية , ورغم أن زوجتي مثالية وهادئة الطباع و ربة منزل ممتازة .. إلا أنني طوال هذه الأعوام لم أبادلها العشق و الهيام الذي كنت أسمع عنه من أصدقائي … حتى العام الماضي, فقد تغيرت حياتي وتبدلت حين وجدتها .. و هي أحدي المهندسات التى تم تعينهم في شركتى حديثا .. أرملة و تصغرني ب خمسة عشر عاما .. وما أن تعاملت معها حتى وجدت مشاعري تنجرف نحوها , في بداية الأمر كذبت نفسي و لكن مع الوقت أيقنت انى وقعت في حبها وهمت بها عشقا و بادلتني هي أيضا نفس الأحاسيس .. ولأنني رجل أخاف الله فقد تزوجتها و إتفقنا أن يبقى زواجنا سرياً حفاظاً على أحاسيس زوجتي و أولادي , و معها تذوقت طعم العشق والهيام الذي كنت أبحث عنه حتى أصبحت أحيا على لحظات الحب التي تجمعني بها .. وحدث مالم يكن في الحسبان فقد أبلغتني زوجتى أنها حامل .. مما أجبرني لإعلان زواجنا ومن ثم عرفت زوجتي .. فإنهارت وطلبت الطلاق .. وقد حاولت إثنائها عن قرارها من أجل أولادنا .. لكنها هددت برفع قضية خلع لو لم أطلقها برضائي .. فهل أطمع أن تقنعينها بالعدول عن موقفها ؟! مهنس / أحمد . ص . ع ” المعادي “
سيدي الفاضل .. أرحب بك في الموقع ، ونشكر لك التواصل والسؤال ، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد ..
سيدي الفاضل لا أعيب عليك قرارك في الزواج بأخرى ، فهذا أمر أحله الله تعالى للزوج ، وهو مباح لك إن كان لديك شروطه و كما أنه من شروطه أنه لابد إعلام زوجتك الأولي به قبل أن تتزوج .
لكن أسمح لي أن أصارحك ب كم أنا مندهشة منك ومن مما تفضلت بذكره .. أيعقل أن يكون لديك هذا الكم من الأنانية المطلقة و حب الذات و عدم الإحساس بمشاعر زوجتك ، رفيقة دربك و حياتك .. و تضرب عرض الحائط بعشرة العمر وتسرق أياما بل سنوات من عمرها الذي أفنته في إرضائك وإسعاد أبنائك وبدلاً من أن تكافئها بباقة ورد برحيق الحب وهي في العقد الخامس من العمر تطعنها بخنجر الغدر و الخيانة ، أن الزوجة التي شاركت زوجها أفراحه وأحزانه وظلت معه في آلامه قبل آماله ، لتنتظر لحظات الوفاء منه ، ولحظات العطاء منه ، وأنها ترى زواجه الثاني نقضا لذلك ، بل و ها أنت أيضا تطالبها بالإستسلام للأمر الواقع وقبول من تشاركها في زوجها !!
سيدي الفاضل أعتقد أنك حسمت أمرك حين أخترت غيرها و سعدت بمشاعر الحب و الهيام ولم تمنح نفسك وقت للتفكير في أن هذه المشاعر قد تكون نوع من التجديد في حياتك و أحساس بالذات و نزوة عابرة فأخترت الزواج غير مبالي بأسرتك وأولادك و بمشاعر زوجتك بنت العم ، فلما لا تمنحها أبسط حقوقها سواء في القبول أو الرفض؟! ولو كنت تفكر حقاً في مستقبل الأبناء فأين كان عقلك عندما جئت لأمهم بضرة ؟!
أعتقد أن من يحتاج للنصيحة هو أنت ، لأنه ما أتعس الحياة بين الزوجين دون مودة ورحمة لقوله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} هذه المودة نعمة عظيمة من نعم الله تعالى ، وللأسف فقد لا يعرف البعض قدرها ولا قيمتها .. فحاول معها مرة اخري بإستمرار الحياة معا مرة اخري و أن رفضت ذلك ف ليتك تطلق سرحها طالما هي مصرة على ذلك حفاظاً على المتبقي بينكما من إحترام مع الإتفاق على ما يخص الأبناء اللذين ليس لهم ذنب في دقة قلب أدت لخراب البيت ..