متابعة-هاني قاعود
أطلق وزراء الصحة العرب ، أمس الثلاثاء ، وثيقة إعلان القاهرة باعلان عام 20177 عام صحة المرأة العربية ، وذلك خلال ملتقى اتحاد المستشفيات العربية تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
وقد شددت الوثيقة على أهمية إعطاء صحة المرأة الأولوية ، وحث القطاعات المعنية بالمرأة والصحة والإعلام والتربية والتعليم والشباب والعدل والتضامن الإجتماعي للعمل على تعزيز صحة المرأة وحمايتها من الأمراض السارية وغير السارية وتمكينها من لعب دور فاعل في رسم السياسات الصحية الخاصة بها.
وأوصت الوثيقة بإعداد خطة إستراتيجية عربية موحدة لمكافحة الأمراض غير السارية في مجالات تعزيز صحة المرأة العربية ، تتضمن الجوانب الصحية وكذلك مناهضة العنف الجسدي والإيذاء النفسي بكل أشكاله ضد المرأة وتحسين الصورة النمطية للمرأة إعلامياً في هذا الشأن ، وكذلك مناهضة الإتجار بجسد المرأة وإهانتها البدينة في الإعلام.
وحثت الوثيقة التي أعلنها وزراء الصحة العرب من القاهرة ، حكومات الدول العربية على تضمين صحة المرأة ورعايتها ضمن جميع الأنظمة والسياسات الصحية والتنموية ومنها تعزيز دور المستشفيات لتكون صديقة للأم والطفل ، ووضع آليات ليكون الكشف المبكر للسرطان كشف روتيني وخاصة سرطان عنق الرحم والثدي ، والدعوة إلى جعل الحماية الصحية والإجتماعية للمرأة العربية أولوية وطنية متقدمة وتخصيص المزيد من الموارد لذلك.
وأكدت الوثيقة على تفعيل الدعم التغذوي للمرأة ولليدها أثناء فترة الحمل والنفاس وتوفير الموارد المالية في النظم الصحية لذلك لتقليل مخاطر الحمل والولادة على كل من المرأة ووليدها.
كما أكدت على إعادة توجيه الأنظمة الصحية لتحسين الرعاية الصحية والتوسع في دمج الخدمات الوقائية الأساسية وخدمات إدارة الأمراض غير السارية في الرعاية الصحية الأولية ، وفقاً لاحتياجات برامج تعزيز وتحسين صحة المرأة.
وأوصت بتكوين لجنة عربية رفيعة المستوى تضم كافة الجهات المعنية بالدول العربية ” الحكومية وغير الحكومية ” ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والإستشاريين من جميع أعضاء الفريق الصحي لوضع إطار عام وشامل لنظام تعزيز صحة المرأة وتمكينها والإشراف على وضع السياسات ومتابعة أداء المنشآت الصحية ووضع خريطة صحية بكافة الأمراض والإشكاليات الصحية الخاصة بالمرأة في كل قطر من البلدان العربية.
قال الدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة والسكان أن هذا الإعلان يأتي إنطلاقاً من الأهداف التي تضمنتها إستراتيجية النهوض بالمرأة العربية ، والميثاق العربي لحقوق الإنسان ، واتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة وملحقاتها ، وإعلان الأمم المتحدة للألفية والأهداف التنموية للألفية ، وكذلك أهداف التنمية المهنية المستدامة 2030.
وأشار إلى ما قامت به الدول العربية في تطوير التشريعات الهادفة لتعزيز المشاركة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية للمرأة العربية ،وإنشاء آليات جديدة لمتابعة تطبيق هذه التشريعات ، فضلاً عما إتخذته عدد من الدول العربية من خطوات لرفع تحفظاتها على إتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
من جانبه أعرب الدكتور محمود فكري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط ، عن إعتزازه بمشاركته في مناسبة إطلاق إعلان القاهرة حول صحة المرأة العربية لعام 2017 (صحتك هي أولويتنا)، والتي تجسِّد مكانة المرأة العربية كأساس محوري للتنمية.
وقال إن منظمة الصحة العالمية، ممثَّلة بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، تُثمِّن عالياً التعاون الوثيق مع جامعة الدول العربية، بل إننا في حقيقة الأمر نُعِدُّ أنفسنا جزءاً من هذه المؤسسة العربية العريقة، مؤكداً مجددا على التزام منظمة الصحةالعالمية بتقديم العَون الكامل إلى جامعة الدول العربية.
وقال ” إننا في إقليم شرق المتوسط نواجِه تحدِّيات جسام في الوقت الراهن تؤثِّر على مجالات العمل المختلفة، ومنها قطاع الصحة، حيث أشَرْت في البيان أمام المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في يناير الماضي، أنه يترتَّب علينا في المكتب الإقليمي اتِّخاذ إجراءاتٍ عاجلةٍ وحشدِ جميع الجهود والموارد لتجاوز التحدِّيات التي تواجه إقليمنا في مجال التنمية الصحية. ومن ثَمَّ، فإننا في حاجة إلى أن نعمل عن كَثَب مع دولنا الأعضاء وأن نستشعر احتياجاتها، على النحو الذي يضمَن أن نكونَ أقدرَ على إحداث التغييرات الملموسة التي تشتد الحاجة إليها.
وإختتم الدكتور محمود فكري مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط كلمته قائلاً ” يجب علينا أن نولي الصحة الإنجابية وصحة الأمهات أولويةً خاصة لجميع الدول الأعضاء، خاصةً وأن المرأة العربية قد تبوأَت مكانة مرموقة في المجالات المختلفة وظهرت قيادات نسائية متميزة في الشؤون الصحية والتربوية والاجتماعية، والاقتصادية