بقلم:هاني رشاد
انتهت الأجهزة الأمنية من تجهيز عدة ملفات حول آخر التطورات فى التحقيق بقضية الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، الذى عثر عليه مقتولاً على طريق مصر ـ إسكندرية الصحراوى، وذلك تمهيداً لعرضها على المسئولين الإيطاليين فى الثامن والتاسع من سبتمبر المقبل، والمقرر فيه عقد لقاء مشترك بين فريقى التحقيق المصرى والإيطالى بروما فى ثالث اللقاءات المشتركة بين الفريقين، فى محاولات جادة للوصول للحقيقة.
وتشمل الملفات التى أعدتها الأجهزة الأمنية المصرية لعرضها على روما، عدداً من التسجيلات الهاتفية التى تم تفريغها مؤخراً، وتقارير أمنية حول تحركات جوليو ريجينى فى القاهرة، وعدداً من المناطق قبل اختفائه بأيام قليلة.
وتحتوى الملفات أيضاً على تقارير حول استجواب عدد من الأشخاص الذين كانوا بالقرب من “ريجينى” قبل اختفائه، ومن بينهم “محمد عبد الله” الذى كان يلتقى جوليو فى اجتماعات الباعة الجائلين، والذى طلب من ريجينى شراء هاتف محمول وتذكرة للسفر للخارج، حيث رفض ريجينى ذلك.
وأكد “عبد الله”، أن “ريجينى” طلب منه إقامة ورشة لرابطة الباعة الجائلين، إلا أن الأول رفض تخوفاً أن تكون هذه الورشة بتمويل أجنبى، وأنه التقى “ريجينى” 6 مرات قبل اختفائه.
وتؤكد المعلومات، أن “ريجينى” كان يزور الباعة الجائلين ويجرى مقابلات، وحاول توصيلهم بالمنظمات التى يمكن أن تدعمهم.
وعلى جانب آخر، تقدم جهات التحقيق الإيطالية للقاهرة ملفات جديدة من تفريغ الحاسب الشخصى لـ”جوليو”، وما تحتوى عليه هذه الملفات من محادثات مع الباعة الجائلين وحوارات معهم، وتعليق والده على هذه الملفات، حيث قال: “نعلم إنه كان يشعر مع هؤلاء الناس بحياتهم الصعبة، وكان يأمل أن تتحسن ظروفهم”.
كما تقدم الجهات الإيطالية تقرير حول تأكيدات جورجيتا أوكتور الباحثة فى معهد التنمية الألمانى فى بون، الذى درس فيه “ريجينى” عدة أسابيع عام 2015، حول المحادثة الأخيرة بينها و”جوليو” قبل 10 أيام من اختفائه بالقاهرة، حيث أكدت أنه كان متوتراً وقلقاً.
وبالرغم من جميع المحاولات التى تبذلها القاهرة فى سبيل كشف غموض مقتل “ريجينى” بمصر، إلا أن الصحف الإيطالية مازالت تلوح بتعرضه للتعذيب داخل مواقع شرطية والقبض عليه بأحد محطات المترو قبل 25 يناير، وهو ما نفته الأجهزة الأمنية المصرية، مؤكدة أن “ريجينى” لم يدخل مواقع شرطية نهائياً ولم يتم ضبطه.