يعتبر هذا الصراع على النفوذ بين السعودية و إيران والذي يمتد لساحات كثيرة في المنطقة العربية ويعد ” صراع أستراتيجي”.
حيث تسعى إيران إلى التوسع و التمدد في المنطقة العربية و تسعى إلى التدخل في شئون الدول العربية و التحكم في بعض القرارات و الصراع القائم بين السعودية و إيران ليس صراع بين السنة و الشيعة بل محاولة الهيمنة و السيطرة من جانب إيران و هو ما لا تقبله السعودية و معها مجموعة من الدول العربية و تستخدم إيران دائماً البعد الطائفي كأدة لهذه الهيمنة.
و يعد حزب الله الذي يمثل الجناح العسكري لإيران بالمنطقة العربية و الذي يساند نظام بشار الأسد في سوريا و تدعمه إيران عسكرياً و مالياً للقضاء على الجماعات السنية المتطرفة مثل جبهة النصرة و الجيش السوري الإسلامي و تنظيم الدولة الإسلامية.
و قد نجح حزب الله في منع التنظيمات التكفيرية و التي تعتبر طائفية سنية من الأمتداد في سوريا و في العراق و ينتقل الصراع إلى الأحياء اللبنانية حيث تعتبر المناطق اللبنانية مقسمة إلى مناطق سُنيه و مناطق شيعية و تعد مناطق الضاحية الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية و التي يسطر عليها حزب الله و المناطق ذات الأغلبية السُنية في بيروت و التي تطل بصور بأحجام كبيرة لرئيس الوزراء اللبناني ” سعد الحريري” و الذي يحمل جنسيتين السعودية و اللبنانية و في ظل الأزمة السياسية التي صنعها حزب الله في لبنان و تهديد حزب الله لقتله و لذلك لجئ إلى السعودية كمواطن سعودي.
و تعد إيران وراء مشكلات و أزمات كثيرة في الدول العربية فهي التي دعمت بشار الاسد و التي أيضاً دعمت ميلشيات و أحزاب في عدة دول عربية بشكل يضعف الدول و تسعى إلى تفتيتها والدليل على ذلك تدعيمها للميلشيات الحوثية باليمن و هي وتلعب بورقة الطائفية لتحقيق مصالحها.
و تعتبر لبنان هي أكبر ساحة الصراع السياسي بين إيران و حلفائها من جانب و السعودية و حلفائها من جانب أخر و أيضاً أرض اليمن و المواجهات المستمرة بالعراق.
و يفتخر القادة الإيرانيين بالسيطرة على عدة عواصم عربية ليعيدوا الأمبراطورية الفارسية و التي لا يقبلها العرب حيث لا يمكن مثلاً قبول العرب أن تكون لبنان هي مجرد فرع للمقاومة الأسلامية الشيعية التي تقودها إيران.
و يقول القادة الإيرانيين : ” أنه ليس من حق السعودية أن تقرر من يحكم سوريا و هي تشارك في الحرب على النظام السوري لمجرد أن واشنطن أرادت أن تتخلص من نظام بشار الأسد، كما ليس من السعودية أيضاً أن تشن الحرب على اليمن و ذلك لأن الشعب اليمني أختار طريقاً مخالفاً لما تريده السعودية و سبق أن دعمت مسلمي البوسنة “.
يعد الحوار اللبناني حول نفوذ السعودية و إيران التحالف القديم بينهم حيث أن علاقة السعودية و إيران لم تكن دائماً بهذه الصورة إذ سبق أن تحالف شاه إيران” محمد رضا بهلوي ” مع السعودية في الستينات من القرن الماضي لمواجهة المد الثوري الذي كان يقوده وقتها الرئيس المصري ” جمال عبد الناصر” حينها شعر النظامان الملكيان بالتهديد المشترك من جانب الحركات الأشتراكية، و تغيرت الصورة السعودية و الإيرانية بعد ذلك عقب قيام الثورة الأسلامية الشيعية بقيادة ” الأمام الخميني”.
و يظل الصراع القائم في المنطقة العربية بين السعودية و إيران للسيطرة على المنطقة و ثوراتها حيث تسعى إيران بأقامة مشروعات ضخمة جديدة خاصة في المجال النفطي.
و يتصاعد صراع النفوذ بين البلدين خاصة و أن هناك أطرافاً خارجية تحقق مكاسب هائلة من هذا الصراع و الذي يؤدي إلى الحد من الأستقطاب الطائفي بين السنة و الشيعة.