أکثر مسألة ملفتة للنظر في إيران، هو السعي المستمر وبصورة غير عادية من جانب نظام الملالي من أجل التسابق مع الزمن
أکثر مسألة ملفتة للنظر في إيران، هو السعي المستمر وبصورة غير عادية من جانب نظام الملالي من أجل التسابق مع الزمن ومع کل ماهو واقعي وثابت على الارض في سبيل بقاء النظام وإستمراره.
عند النظر فيما قام ويقوم به نظام الملالي وبشکل خاص منذ تنصيب السفاح ابراهيم رئيسي، فإنه يترکز على أمرين رئيسيين، الاول هو التمسك بالممارسات القمعية ومضاعفتها من أجل خلق حالة رعب على أمل أن تردع الشعب والمقاومة الايرانية عن مواصلة التصدي ومواجهة النظام من أجل إسقاطه.
الامر الثاني؛ هو سعي النظام ومن أجل أن يضمن أسباب بقائه الاعتماد على العامل الخارجي وهو بسياقين؛ الاول، إثارة الحروب والازمات في المنطقة وذلك من أجل إستغلالها وتوظيفها للتخفيف عن الضغط المسلط عليه من جانب ومن أجل إبعاد الانظار عن الاوضاع الداخلية المزرية وإقترابه من السقوط، أما الثاني، فهو السعي بطرق مختلفة من أجل تقديم تنازلات وتسهيلات لدول معينة من أجل إبرام إتفاقيات وماشابه معها بحيث تظهره وکأنه في موقع قوة.
صعب بل وحتى في حکم المستحيل أن يتمکن النظام الايراني عن طريق الامرين اللذين ذکرناهما آنفا من ضمان بقائه وإتمراره وتذليل الاسباب المعاکسة لذلك، والدليل الاوضح على هذا الامر هو إنه ومنذ تنصيب رئيسي فإن الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية الى جانب نشاطات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الایرانیة ليست في تزايد بل وحتى تتضاعف، والاهم من ذلك إن النظام وکلما يضاعف من ممارساته القمعية ويزيد من تقديمه للتنازلات لهذه الدولة أو ذاك، فإن الاوضاع الداخلية تزداد سخونة أکثر من السابق والنشاطات المضادة للنظام تتزايد بصورة مضطردة.
الاوضاع الاقتصادية في حالة مزرية وکل مٶشرات الانهيار الاقتصادي تتعاظم أکثر من أي وقت مضى، أما على الصعيد السياسي، فإن العزلة الدولية للنظام مستمرة وحتى إن العقوبات الدولية تزداد وليس ترفع أو حتى تخفف، وعلى صعيد النظام نفسه، فإن حالة الصراع والاختلاف والتناحر بين أقطابه تزداد، وکل هذا يتزامن مع تزايد نوعي في حالة رفض النظام وکراهيته من جانب الشعب الايراني وإزدياد الاصرار على إسقاطه، وازاء کل ذلك فإن النظام يعيش هاجسا إستثنائيا من الخوف المفرط لأنه يرى إن الطريق الى مستقبل مضمون وواعد وعرا جدا ومحفوف بمخاطر جمة وليس بإمکانه أبدا في ظل ظروفه وأوضاعه الصعبة جدا أن يمضي فيها، ولذلك فإنه ومهما يفعل خلال هذه الفترة تحديدا فإنه لن يتمکن أبدا من تغيير المسار المصيري الذي يسير فيه والذي يقود الى سقوطه الحتمي.