« … هناك 22 مجلدا من صحيفة نور الإمام (خمینی) قد غطتها الأغبرة… ان هواتفنا المحمولة مليئة بالمعلومات من ألوان مواضيع دنيئة ولكن لن تجد فيها عبارتان عن الإمام.. نعم اليوم، التغلغل لا يدخل من الشباك وانما من البوابة!» هذه العبارات جانب من تصريحات إحدى قدوات نظام ولاية الفقيه، الحرسي سعيد قاسمي، قائد البلطجيين المتنكرين بالزي المدني التابعين لشخص خامنئي والذي أخذ ينذر ببداية نهاية نظامه الولائي المقدس! بأوضح وأعمق العبارات والأمثلة. ولم تكن هذه العبارات والمشابهة لها من تصريحات كبار قياديي النظام هنا وهناك بالصدفة وإنما تنبع من رعشة موت ألقيت في عمود خيمة النظام الولائي. فقد تلقى الولي الفقيه ونظامه الآئل للسقوط أربع هزائم متتالية في الآونة الأخيرة تنذر بانهيار حكمه قريبا إن لم يكن قريبا عاجلا وأخطرها مقتل وإصابة كبار قادة الحرس الثوري العاملين في سوريا وفي مقدمتهم قائد فيلق القدس سليماني الذي انكسرت شوكته في سوريا ثم العراق والمنطقة. فأول هزيمة تلقاها خامنئي، وهي الأكبر، جاءت من سوريا، إذ لم يستطع، رغم كل الرهانات المالية، وإرسال جنود إلى سوريا، أن يحتفظ بمفرده، بنظام الأسد، بحيث اضطر بعد هذا العجز الملحوظ، إلى اللجوء إلى بوتين، رغم إدخال قوات الحرس الثوري، عن بكرة أبيها، وبكبار قادتها إلى المعركة. ولم يتوقف الفشل هنا وعند هذا الحد من العجز والاخفاق بل تكلل بالانسحاب الروسي أو بالأحرى بفرار بوتين من ميادين القتال في سوريا مما زاد الطين بلة لخامنئي المتورط أصلا في وحل سوريا واليمن والعراق ولبنان. وأن الإخفاق الثاني هو حالة الفشل التي صاحبت ولا زالت جهوده لتوحيد أركان النظام الولائي، والذي بدا واضحا منذ رحيل أحمدي نجاد، الذي كان مساعده لتوحيد النظام، عن الحكم. وعلى ما يبدو فإن «التوحيد» أصبح أمرا تعجيزيا لخامنئي خاصة بعد كسر شوكته في المجتمع الإيراني في الانتفاضات الشعبية العارمة التي اندلعت عام 2009 في إيران. فی تلك الأيام التي وصفت بالأيام العشرة التي هزت العالم. أما الاخفاق الثالث، فيتمثل في هزيمته في مشروع القنبلة النووية، الذي اضطر على مضض؛ بسبب الوضع الذي يعيشه النظام، إلى الرضوخ لتجرع كأس الهزيمة، كأس سم الاتفاق مع الشيطان الأكبر، وبذلك تخلى عن مشاريعه القديمة الجديدة لانتاج القنبلة النووية.. المشاريع التي كان قد دفع لها مليارات من الدولارات وبذلك حُرم نظامه الهش من ورقة استراتيجية لضمان البقاء. ورابع الإخفاقات كان هزيمته على صعيد سياساته الإقليمية، بحيث لم يفلح في فرض دميته، أبي أسراء (نوري كامل المالكي) لدورة ثالثة في رئاسة الحكومة العراقية، رغم الرهان الكبير عليه. ورغم لجوئه إلى ورقة داعش والحشد وانهيار الموصل و…
فقد ألقت الهزائم الاربعة هذه رعشة الموت في هيكلة النظام في داخل البلاد كما وهزت امتداداته في الخارج ودول الجوار تحديدا وفي مقدمتها حزب الله اللبناني و بشار الأسد والحوثيون و التحالف الشيعي في العراق. وكلما حاول خامنئي اخفاء الحقيقة المرة والتستر عليها باللجوء إلى اختبارات صاروخية أو مناورات عسكرية أو تنظيم مسيرات فقاعية أو رفع هتافات الموت ضد الغرب وأميركا واسرائيل وضد التحالف الإسلامي كلما توضّحت الحقائق اكثر واكثر مما انعكس مباشرا في انطلاق موجة تساقط مخيفة ومنذرة بخطر الانهيار تعيشها صفوف الباسيج والحرس والقدس وحزب الله والحشد . ونظرة خاطفة إلى جانب ضئيل مما أقر به كبار قيادي النظام خير شاهد على عمق أزمة السقوط والإنهيار في هيكلة النظام الذي كان يطمح بإيجاد «هلال شيعي» في المنطقة يتمدد بامتداداته من الدول الإسلامية الى دول العالم لكن تبخرت أحلامه ولم تبق منها سوى ألفاظ في الهواء أو مفردات مكتوبات فوق رمال متحركة. فلنسمع قليلا ما يقر به كبار قياديين في النظام :
الحرسي سعيد قاسمي قائد البلطجيين – السبت 19 مارس 2016: «اليوم التغلغل لم يدخل من الشباك وانما من البوابة. وبعد الانتخابات دخل البرلمان أفراد يتصافحون مع السعودية وبريطانيا وأمريكا بذريعة حق الناس… ويراهم متألمين من أعمال داعش». الاربعاء 2 مارس 2016: «علينا أن نعلن بجدية أن هناك كارثة عظيمة راحت تحصل في الجمهورية الاسلامية… اننا نريد الإمام في أيام الحرج. والآن نزلنا شماعة الامام حتى الانتخابات التالية لأننا نريد الإمام في ليال الانتخابات فقط. هناك 22 مجلدا من صحيفة نور الإمام قد غطتها الأغبرة. ان هواتفنا المحمولة مليئة بالمعلومات عن شتى ألوان المواضيع ولكن ليست فيها عبارتان عن الإمام. في مدينة مشهد: «بالمنهج الذي سلكناها طيلة هذه السنوات الـ37 عاما، سوف لن يبقى أي شيء من أفكار الامام الراحل (م – خميني) حتى عقد آخر وهم يجمدون أفكار الامام بصب الاسمنت عليها مثلما فعلوا بسهولة بصب الخرسانة على انجازاتنا ومنشأتنا النووية» 4/يونيو/2015: «لقد انهار البرج العملاق للصمود جراء المفاوضات النووية. وكان الخميني يبحث عن تشكيل حشد إسلامي عالمي حيث ضرب ذلك الأمر بعض المسؤولين عرض الحائط. كما كنا قادرين على تشكيل قوات استشهادية ولكن الآن داعش اتبعت هذه الطريقة… وماذا كان حدث؟ ولماذا انخدعنا وبهذا المدى؟ وإلى أي حد يجب أن تتكرر هذه الأحداث للثورة؟». «لم تحصل القضية النووية الى نتيجة بعد وهم يتحدثون عن صواريخ بالستية و دعم إيران لحزب الله. يا أساتذة! نحن أميون! لكنكم كيف فاوضتم حيث أنهم يطالبوننا بكل شيء؟ وأين ردكم القاطع ؟ أكانت خنادقكم مصنوعة من سلة البيض حيث انهارت ؟ لماذا تفزعتم؟».
الحرسي يحيى رحيم صفوي مستشار خامنئي في الشؤون العسكرية 10نيسان: «أعداء الثورة الاسلامية…توصلوا الى استنتاج يقضي بأنه يجب تغيير الثورة الاسلامية من الداخل وانتزاع القيم ومبادئ الثورة الاسلامية وتوجيه البيئة الفكرية السائدة في المجتمع نحو أهدافهم وأجنداتهم وهناك من يلعبون في هذه الأجواء دور المشاة للأعداء». «الأعداء ومشاتهم يحاولون اضعاف القوة الداخلية للثورة وانتزاع المكون الرئيسي وسند الثورة أي الناس من الثورة».
الملا محمدي كلبايكاني فی مدينة مشهد: «أهم واجب لمجلس إدارة الحوزات الدينية هو الوقوف الصامد والقادر بوجه العناصر المعادية للثورة». «إحدى الملاحظات التي تستقطب إنتباه سماحة القيادة هي بقاء الحوزات الدينية ثورية …».
الحرسي جعفري قائد قوات الحرس: «ما الذي أثمره هذا الإتفاق حتى نرضخ لإتفاقيات أخرى؟ من يتحدثون عن مسلسل الإتفاقيات إنهم يتجهون في مسار أعداء الثورة».
مهدي محمدي من بيادق زمرة خامنئي « اذا كان برجام نقطة شروع، ما هي نهايته؟ والسؤال الأهم هل يريد السيد روحاني حقا أن يعالج مشكلة أم هو يريد أن يتلاعب مع الرأي العام حتى ليلة الانتخابات؟».
الملا امامي كاشاني في خطبة صلاة الجمعة بطهران يوم 8 نيسان : «بالله وبالله ولعزة الجمهورية الاسلامية والنظام الاسلامي لنلتف جميعا حول محور شخص القائد أي محور الفقاهة… محور التدبير والرؤية ولنترك الحسابات الجزئية ونتحد معا».