كتب/ رضوان محمد عثمان جمعت هذه الصورة هذه الأشكال بصورتها الفكرية وقت التقاط الصورة مع تغير الشكل بعد ان نجح انقلاب الجبهة الاسلامية بقيادة الجنرال عمر البشير في الإطاحة بالرئيس السابق والذي هو ايضا من طينتهم وشاكلتهم الصادق المهدي. تضم الصورة من اليسار الي اليمين: د/ غازي صلاح الدين، احد اساطين نظام الإنقاذ ومن كبار قادة الجبهة الإسلامية وتقلد عدد من المناصب والوزارات أثناء تواجده بالحزب، الذي انفصل عنه قبل ثلاثة اعوام بعد مذكرة رفعها ومجموعة من الأعضاء وهو الآن زعيم حزب يسمي الإصلاح ولكن دون اي قاعدة جماهيرية. د/ خليل ابراهيم، احد قادة الحركة الإسلامية ومن أبناء اقليم دارفور وقد كان مشاركا في السلطة حتي رأي التهميش الذي طال دارفور وكل ولايات السودان فإنشق عن الجبهة الإسلامية وأسس حركة العدل والمساواة والتي تقود حربا ضروسا حتي الآن في اقليم دارفور ضد قوات البشير وتوفي خليل ابراهيم في إحدي المعارك، واصبح شقيقه الدكتور جبريل ابراهيم زعيما للحركة. السيد علي كرتي/ وزير الخارجية الحالي وصاحب المناصب المتعددة سابقا، والذي لم يأتي بجديد علي السودان في علاقاته الاقليمية والدولية لأنها في الأصل تخرج من فكر النظام الإسلاموي في السودان، وعلي صعيد انجازاته الشخصية فالرجل من اصحاب المليارات والعمارات والمشاريع الاستثمارية والسكنية، وزوجته تشغل منصب سفيرة السودان باحدي الدول الأوروبية. هذه ثلاث نمازج لقادة السودان الحالي والذين يقودونه الي الوراء طبعا بتجفيف موارده الطبيعية وتهجير شبابه وتصديرهم الي الخارج وطرد الكفاءات وتسريحها منذ مجيئ نظام الانقاذ فقد سنوا سنة اسموها ((الصالح العالم)) وهي سياسة تقضي بإحالة المدراء واصحاب الوظائف العليا في الدولة غير الموالين للانقاذ الي التقاعد الاجباري ودون حقوق، وتعيين عناصر النظام والتنظيم مكانهم في ظل سياسة اطلقوا عليها التمكين للنظام، وطالت هذه السياسة كل مؤسسات الدولة وشملت حتي المؤسسة العسكرية ممثلة في اعلي رأسها وهي قوات الشعب المسلحة. عصبة الإنقاذ انهكت وطنا وارهقته ودمرت غالبية اعمدة اقتصاده واوقدت جحيم الحرب في شرقه وغربه وجنوبه وكأنها حكومة دولة اجنبية استعمرت السودان.