يعيبون غيرهم وكل العيب فيهم؛ فكم قالوا وما فعلوا، وأسقطوا ما فيهم على غيرهم، لكن الحق يعلو ولا يُعلى عليه وفضحت الأيام والمقاومة الإيرانية وانتفاضات الشعب الإيراني حقيقة الملالي ونواياهم في الداخل والخارج.
منذ يوم سرقته ثورة الشعب الإيراني واستيلائه وسطوته على السلطة واستبعاد الولي الفقيه الرأي الآخر ورفضه إياه والاستحواذ على السلطة وتصفية الأحزاب بدعوى عدم جواز الأحزاب شرعاً بقولهم ألا إن حزب الله هم الغالبون، حيث لم يبق خميني وقتها حزباً واحداً، وبقي نظام ولاية الفقيه كما هو، لكنه اُفتُضِح، إذ يستعرض النظام اليوم وجود تعددية حزبية قد رفضها في السابق لدوافع شرعية، واليوم يقبل بها في ظل وجود الدوافع ذاتها فكيف يكون النفاق يا أولي الألباب. اجتمعت العصابتان المتغطرسة والصاغرة اللتان تتقاسمان أدوار المناورة داخل سلطة النظام ومن خلفهما وحولهما الحرس والباسيج والشرطة والجيش والمال والفساد والإكراه، ولم يحصدا سوى 8 % من الأصوات بحسب قول إعلام النظام، والحقيقة أنهما لم يحصلا سوى على الـ 4 % التي تحدث عنها قاليباف في يوم من الأيام عندما قال إن نظامه لا يمثل سوى 4 % من الشعب فقط، ووفقاً لهذه النسبة يمكن القول إن بعض عناصر الباسيج أو الحرس إما أنها امتنعت عن التصويت أو تم الدفع بأصواتها في اتجاهات بعينها لضمان استمرار بعض عناصر النظام في السلطة نظرا لموالاتهم المخلصة للولي الفقيه، وأما عناصر المخابرات والجيش فلا أحد يضمن أين تتجه آراؤهم، فدولة السافاك العميقة سابقاً لا تزال قائمة في أوصال النظام، أما قمة الخزي والعار الذي ألم بالنظام بحسب قول وسائل الإعلام أن بعض المرشحين حصل على صوت واحد أو ثلاثة، والكثير من رموز النظام الذين هيمنوا على السلطة لفترات طويلة خرجوا من هذه المهزلة بخفي حنين.
كاتب عراقي متخصص في الشأن الإيراني