إعداد / طارق بدراوى
باب زويلة أحد اﻷبواب الرئيسية في سور القاهرة القديم إلي جانب باب الفتوح وباب النصر وغيرهما وقد سمي بهذا اﻹسم نسبة إلي قبيلة زويلة التي جاءت إلي مصر من تونس مع المعز لدين الله الفاطمي ويطلق أيضا علي باب زويلة إسم بوابة المتولي نسبة إلي متولي الحسبة الذى كان يجلس إلي جوار الباب لتحصيل رسوم دخول القاهرة في رواية وفي رواية أخرى أنه نسبة إلي والي القاهرة الذى كان يجلس أيضا إلي جوار الباب لبتعرف علي أحوال الناس ويستمع إلي شكاواهم ومظالمهم ويعمل علي حلها
ومن أهم اﻷحداث التاربخية التي شهدها هذا الباب قيام السلطان المملوكي المظفر سيف الدين قطز بتعليق رؤوس رسل هوﻻكو الفاتح المغولي بعد قتلهم علي هذا الباب وذلك ﻷنهم أغلظوا له القول وتبجحوا عليه عند لفائه بهم وتهديدهم له بسحق جيش مصر وقتل من يتعرض لهم من اﻷهالي عند دخولهم مصر وأيضا إنتقاما من المغول لوحشيتهم وعنفهم وقتلهم اﻵﻻف بوحشية ﻻمثيل لها في سمرقند وبخارى ونيسابور وهمدان والموصل وبغداد وحلب ودمشق وأيضا شهد الباب شنق وتعليق السلطان طومان باى آخر سﻻطين دولة المماليك بعد هزيمة المماليك في معركة إمبابة أمام السلطان العثماني سليم اﻷول عام 1517م وأيضا شهد هذا الباب وغيره من أبواب القاهرة مثل بابي الفتوح والنصر دخول الحملة الفرنسية مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م وبعد ذلك خروجهم منها إلي غير رجعة عام 1801م
وكما ذكرنا في حديثنا عن بابي الفتوح والنصر فإن باب زويلة يعد أيضا مثلهما كنموذج من نماذج طراز العمارة الحجرية التي ميزت المنشآت الفاطمية في مصر من مساجد وبوابات وأسوار والتي تأثرت تأثرا كبيرا بطراز العمارة البيزنطية والذى نراه منتشرا بكثرة في إسطنبول بتركيا في المساجد والكنائس والقصور القديمة ولباب زويلة بوابتان أولهما تؤدى إلي المسجد واﻵخرى تؤدى إلي حوانيت ومتاجر السلع والبضائع المختلفة كالبخور والتبغ واﻷقمشة واﻷدوات النحاسية وخﻻفه وكان يعتقد أن من يدخل من البوابة اﻷولي تحل عليه البركة ويفلح وينجح في حياته ومن يدخل من البوابة الثانية تحل عليه اللعنة والنقمة وﻻيفلح ولا ينجح في أى أمر من أمور حياته