مقالات واراء

أجسام تيران وعقول صنافير

احجز مساحتك الاعلانية

12966645_10208417188483772_489771501_n

بقلم : احمد الحداد

اشتعلت مواقع التواصل وقنوات الاعلام ما بين مؤيد ومخون …الكل تفانى فى اثبات وطنيته وعماله الاخر …وكان غالبا الحكم فى قضيه ملكيه الجزيرتين مبنيا سلفا على سوابق المواقف السياسيه ما بين تضامن مع الرئيس او تصفيه حسابات … وعندما تناولت هذا الملف بالقراءه والبحث من عده مصادر ومن مختلف الاتجاهات شغلنى سؤال اول ..وهو ألم يعلم الرئيس ومؤسساته خطوره هذه الخطوة فى ذلك الوقت علما بأن الحكومه السعوديه لم تطلب الاستعاده للجزر بل نحن من تطوعنا بإعادتها ….ولماذا لم يعلن الرئيس عند تلك الخطوه قبل اقرارها بتوقيعات ملكيه ورئاسيه مغيبا فى ذلك لمبدئ حق الشعب فالمعرفه واعمالا لمبادئ الشفافيه !!! الحق اقول ..ثقتى فى عبد الفتاح السيسى كبيره ويقينى ان جيشى الوطنى لا يفرط فى ارضه لا محدوده… لكن عقلى كعقول المشككين لا تقتنع بالنوايا الحسنه … ما ادركه اليوم وما انشره عليكم ما هو الا تحليل متأنى لا يحمل حقدا ولا مولاه لاحد الا للصالح العام …بنيته على تدقيق لبواطن ونتائج الامور لا على مقدماتها … التاريخ يشهد منذ عام 1948 بأن الجزر سعوديه وان المملكه تنازلت لمصر عن حق الحمايه لها نظرا لسيطره اسرائيل فى ذلك الوقت على ام الرشراش (ايلات حاليا) وبالتالى اصبح لها منفذ بحرى على خليج العقبه ولان السعوديه غير مؤهله فى ذلك الوقت كان لمصر حق الحمايه بالانابه لان موقع الجزيرتين استراتيجى ويمكن منه اغلاق المضيق وخنق الميناء الاسرائيلى بل وتهديد عمقها الامنى …أما من يتحدث عن اتفاقيه 1906 ايام الدوله العثمانيه فأرجو منه اعاده القراءه فهى لم تتحدث مطلقا عن مصريه الجزيرتين بل نصت على ترسيم حدود مصر الشرقيه على اليابسه بحدود جزيره سيناء ولم تشير مطلقا لحدودنا الملاحيه بخليج العقبه… وحتى لو احتكمنا اليوم لقانون العقل وإلتزمنا بحكم قوانين البحار والملاحه الدوليه سنجد ان مياهنا الاقليميه بخليج العقبه خارج حدود الجزيرتين بينما تدخلان تماما فى المياه الاقليميه السعوديه وذلك بعد تنصيف المسافه ما بين شاطئى خليج العقبه من جهه مصر والمملكه…. النتيجه …الجزيرتان سعوديتان بتواريخ الماضى وقوانين الحاضر …اذا مصر لم تخترع العجله …ولكن لماذا فتحت الرئاسه هذا الملف ؟؟ تلك هى حروب الجيل الرابع ياساده ..انها فنون اداره الازمات عن بعد وبالوكاله ولاول مره مصر تدخل الملعب بفريق فاعل لا مفعول به … طبقا لاتفاقيه كامب ديفيد المنطقه ج بسيناء وهي المواجهه لاسرائيل هى منطقه مصريه منزوعه السلاح بما فيها جزيره تيران وصنافير ..رغم ان الرئيس السادات فى مسوده الاتفاقيه كتب بخط يده ان الجزيرتين سعوديتان وغير تابعتين للاقليم المصرى او الاتفافيه … وعليه فإن عوده الجزيرتين الان بالتحديد للسعوديه لا يلزمها ببنود الاتفاقيه المصريه مع اسرائيل حتى وان طلبت من مصر بعد ذلك حق حمايتهما عسكريا فذلك لايعد خرقا للاتفاقيه وبالتالى يحق للسعوديه لا مصر انشاء قاعده عسكريه او مطارات حربيه بهما لحمايه امن الخليج مثلا …وهو ما يحمل تهديدا واضح لامن اسرائيل الملاحى والقومى … ثم تأتى ورقه الربط البري بجسر دولى يمر فوق اسرائيل بين مصر والسعوديه تهديدا امنيا وتحديدا اخر يستفز الامن الاسرائيلى فى وقت تعانى منه الدول العربيه من جماعات تكفيريه كداعش واخواتها وهو ناقل عدوى للجميع لا حامل خير… فمصر تعلم يقينا ان اتمام هذا المشروع ان لم يتم بحذر سيدمر السياحه الاجنبيه بشرم شيخ وسيغير تصنفيها الدولى لان الاكيد انها ستتحول فى احسن الاحوال الى البحرين او مصيف راس البر . ورغم هذا التغيير التكتيكى يبقى المنفذ الملاحى الصالح والوحيد امام عابرى خليج العقبه فى يد السلطات المصريه لان المنطقه الصالحه للملاحه تقع فى مياهنا الاقلاميه مابين الشاطئ المصرى حتى حدود جزيره تيران …اذا الجزيرتان مجرد موقع يابس لهم استخدمات غير ملاحيه … وعلى ماسبق من مقدمات من ترابط مصرى سعودى بأدوات الجغرافيا و الاقتصاد و التعاون العسكرى بتفعيل اتفاقيه الدفاع العربي المشترك بموجب تصريحات الملك سلمان وتطابقا مع رؤى الرئيس السيسى …وما سيعقبها من وفاق وتدافع خليجى حول العقل المصرى والقلب السعودى ومن تعاون مصرى خليجى وزيارات ووفود رسميه .. ستجد مصر طريقا جديدا للضغط على امريكا بتهديد امن اسرائيل ولو بطرح الافكار ..حتى نجد حلا لمفات وازمات المنطقه العربيه وعلى رأسها ازمه سد النهضه ودعم اسرائيل له الشريك الاكبر فيه …الملف السورى والموقف من بشار الاسد (والذى اعتقد بأن الفاتحه قد قرأت عليه بزياره الملك سلمان لمصر )…ملف التقارب الامريكى الايرانى وتهديد ايران للخليج ودعم الحوثيين باليمن …الدعم الامريكى لتركيا والتطاول الدائم على السياده المصريه …ملف الاخوان المسلمين وأليات غلقه بما يضمن تحقيق امن الداخل المصرى وعدم اتهامها بمذابح قضائيه …الملف الليبي والدور القطرى الداعم للفوضى …ملف الحمايه الامريكه للدواعش والدعم اللوجيستى والسياسي… ملفات كثيره وادوات اكثر ستفتح واوراق ستسقط فى خطوة كانت الاهم والاقوى لخلخله مخططات الحروب البارده لتقسيم المنطقه وزعزه استقراره… ختاما ان انتقدنا للرئاسه تكتمها وعدم الافصاح عن تلك الخطوه ..فإعتقادى ان ذلك ليس تجاهلا للشعب ولا خرقا لسيادته بل حفاظا على سريه الفكره وضمانا لإيلامها للخصم المستهدف … باختصاااار .. (من لا يعرف حدود نفسه …لا يجب ان يتكلم عن حدود وطنه)

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى