اليوم الحلقة قبل الأخيرة في الحديث عن العنف ، فالعنف موضوع كبير ومتعدد ، وكثرت فيه الدراسات والأبحاث بشكل كبير، وعلى الرغم من ذلك لم ينتهى الحديث عن العنف للأهميتة عبر العصور ، وبالنسبة لى فأنى مهما كتبتُ أو جمعتُ أو تحدثتُ فى موضوع العنف ، فلن أوفى هذا الموضوع حقه من حيث أهميته فى حياتنا ، وأثاره الهامة التى تغيير السلوك .
فالعنف بحراً عميق ليس له أول ولا أخر ، ولكن كل من عاصره يغرق فى هذا البحر الملئ بالذل و المهانه ؛ فهو يشعرٌ بألم من الصغِر حتى الكبر ، ويتكون عنده عقد نفسيه ؛ تخرج منها فى لكمات ، وأهانات سواء باليد تذكر أو باللسان ، وأحيانا تصل إلى قتل إنسان ، ويخرج بسبب العنف إنسان لايشعر بالامان ، ولا يثق بأى إنسان . كل همهِ فى الحياة تدمير ذاتهِ وتدمير المحيطين به .
يربى العنف داخل هذا الأنسان وحش ، فيخرج إلى المجتمع بداخله الوحش الذى تربي بداخله لايرئ العالم قطعه فحم ، لايرى ولايسمع بأى شئ فى الحياة ، يساهم العنف الأسري في إعاقة حركة الأسرة ، ويجعل من الصعب عليها القيام بوظائفها .
وتختلف الآثار التي تظهر على الضحية التي تتعرض للعنف الأسري بإختلاف الشخص الذي يقع عليه العنف . فالطفل الذي لم تتكون شخصيتة بعد ، يختلف عن المرأة التي تتعرض للعنف الزوجي بعد زواجها. و كذلك عن العنف الممارس ضد كبير السن الذي يحتاج في آخر شيخوخته إلى من يحترم سنهُ ويشبع حاجتهِ ، للحب والرعاية والحنان.
وبالاجمال فإن الدراسات تؤكد على آثار صحية عديدة تظهر نتيجة العنف الممارس في الأسرة. أخشي أن تأخذنى المقدمة فى الحوار ولذلك سنكمل كما بدئنا فى ذكر الآثار المتربه والعلاج ، وأيضاً سنوضح أن الوقاية خير من العلاج .
فى البداية سأشرح الأسباب ومن هذه الأسباب :
1- أسباب إجتماعية وهى عبارة عن :
أ- الهروب من واقع السلطة الضاغطة والتي تحول دون تحقيق رغباتهم .
ب – الحرمان من العطف .
ج – المعنفين وعدم السيطره على الذات .
د – شحنات غضب من الكبت لدى المعنفيين .
ه – العجز عن إقامة علاقات اجتماعية سليمة .
2- أسباب ترجع لشخص ذاته وهى عبارة عن :
أ- ضعف الثقة بالنفس .
ب- الشعور المتزايد بالإحباط .
ج – طبيعة مرحلة البلوغ والمراهقة .
د- الإضطرابات الإنفعالية والنفسية .
ه – الإدمان على المخدِّرات؛ لأن المدمنَ يعاني من اضطرابات نفسية تدفعه إلى العنف.
و – عدم القدرة على مواجهة المشكلات التي يعاني منها الفرد والشعور بالفشل.
ز- حب التملك والانانية المفرطه .
ثانيًا : آثار العنف:
يساهم العنف الأسري في إعاقة حركة الأسرة ، ويجعل من الصعب عليها القيام بوظائفها . وتختلف الآثار التي تظهر على الضحية التي تتعرض للعنف الأسري باختلاف الشخص الذي يقع عليه العنف. فالطفل الذي لم تتكون شخصيته بعد ، يختلف عن المرأة التي تتعرض للعنف الزوجي بعد زواجها
وفي محاولة لذكر بعض هذه الآثار التي تظهر على المراة :-
1-آثار العنف على المرأة:-
تتراوح الآثار النفسية للعنف على المرأة بين أمراض نفسية وأخرى نفس- جسدية كالمشكلات النسائية والأمراض الصدرية شأن مرض الربو .
ومن أهم الآثار النفسية التي تبدو على المرأة هى :
• الشعور بالخوف بعد تعرضها للعنف أو أثناء الاعتداء عليها.
• الشعور بالذنب حتى دون أن تكون قد ارتكبت خطأ.
• بالفشل والإحباط كامرأة وكزوجة
• الشعور أنه تم استدراجها لهذا الزواج وأنها أصبحت لا حول لها ولا قوة
• الشعور بالوحدة وبالافتقاد إلى الملجأ وإلى الخوف من الموت
• انخفاض قدرتها على رعاية أطفالها والاهتمام بهم .
• احتمال ضربها لأطفالها. وقد تجنح الى كراهيتهم لأنهم يجبرونها على الاستمرار فى تلك العلاقة الزوجية التى لا تحتملها.
إنتظرونا مع الحلقة الأخيرة وفيها تكملةً للآثار المترتبة على العنف وعلاجةِ .