كتب / دكتور نفر طالب عدد من الآثرين بضم قصر “إسكندر باشا” بمنطقة المختلط بمدينة المنصورة إلى هيئة الآثار، وإعتباره مسجداً أثرياً، وذلك للحفاظ عليه من الإهمال ومرور 95 عاما على بنائه، وإنتشاله من حالة الإهمال وإنتشار القمامة حوله، وهو ما دفع صحابه لعرضه للبيع وهو ما إعتبره الآثريون إهدارا لثروة قومية. ويعتبر قصر “إسكندر باشا”، أو ما يطلق عليه بـ”القصر الأحمر” أحد المبانى الأثرية بالمنصورة ويرجع تاريخ إنشائه إلى أوائل العشرينيات من القرن الماضى، ويتميز بطرازه القوطى النادر، وبرجه الأثرى الذى يعلوه سقف مخروطى مُغطى بالقرميد القشرى.
وعلي الرغم من قيمة القصر الفنية والأثرية وندرة طرازه المعمارى إلا أن يد الإهمال طالت كل أرجاء القصر، الذى تعرض للإهمال والسلب طوال السنوات الماضية.
وبدأت حالة القصر تتدهور فى الفترة الماضية ويتحول من تحفة معمارية تؤرخ لفترة زمنية مهمة يقصده المهتمون بالطراز المعمارى القوطى إلى وكر لتعاطى المُخدرات. ومن جانبه أكد الدكتور مهند على فودة مدرس مساعد بقسم الهندسة المعمارية بجامعة المنصورة والمنسق العام لمبادرة “أنقذوا تراث المنصورة”، أن القصر يعد أحد معالم المنصورة التاريخية بعد أن تم تشييده عام 1920م، ويمتلكه أقباط كانوا يعيشون فى تلك المنطقة، والتى كانت مقصداً طوال القرن الماضى.
وأضاف فودة أنه نظم مبادرة فى 14 مارس الماضى بمعاونة عدد من الشباب المهتمين بالأنشطة الثقافية والتراث بالمدينة تحت عنوان “أنقذوا تراث المنصورة”، بالتعاون مع محطات للفن المُعاصر وتياترو المسرح المستقل بعمل حفل “أوبرا البلكونة” بشرفة قصر “إسكندر”، مشيراً إلى أن إختيار المكان جاء لأهمية هذا القصر أثرياً ولتسليط الضوء على ما يُعانيه من إهمال وبحث إمكانية إستثماره فى أنشطة ثقافية، مؤكداً أن هذا الحفل شهد نجاحاً كبيراً وحضور العشرات من المواطنين.
وستنكر “فودة” لما يشهده القصر من إهمال جسيم، وأنه يجب على المسئولين بمحافظة الدقهلية وضع القصر على خريطة الإستثمار وعرضه على المُستثمرين لإستثماره فى أنشطة ثقافية، بالتعاون مع مُلاك القصر، بما أن المحافظة لا تمتلك المال الكافى لشراء القصر من “مُلاكه” وترميمه وتحويله لمركز ثقافى.
وأشار “فوده” إلى أنه بإمكان الدولة تحويل القصر لمركز ثقافى، مُطالبهم بالتدخل السريع لإنقاذ القصر قبل شرائه من قبل مالك جديد، وقال إن القصر مصيره سيصبح مجهولاً فى حالة تصرف أى مالك جديد فى هذا القصر الفريد.