.
بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
مع حلول موعد عيد الفطر المبارك ، يعود الجدل من جديد بخصوص اتفاق العرب واتحادهم واجتماعهم على كلمة واحدة وراي واحد وقرار وحيد واوحد .
حتى في الاعياد والمناسبات اتفق العرب ان لا يتفقوا ، ومازالت لحد الٱن كل فرقة تحتفل في يوم مخالف للفرقة الاخرى واحيانا يتفرقون لثلاث فرق وهذا يسيء لهم ويزيد من تشثتهم . .
اليوم ، احتفلت بعض الدول العربية بعيد الفطر ، وغدا تحتفل دول عربية اخرى ،، وبعد غد قد تحتفل ثالثة بنفس العيد . مع ان هناك هلالا واحدا في السماء ، ونفس الهلال يجب ان يكون الحجة الوحيدة والحكم الاول والاخير .
العرب يختلفون بمناسبة وبغير مناسبة ، حتى في الامور التي لا يصدقها عقل إنسان سوي . فمثلا ليلة القدر جعلوها ليالي القدر ، ويوم الوقوف بعرفة جعلوه اياما وهذا قمة الخزي و العار .
مساء امس السبت توجهت انظار المسلمين في مختلف ربوع العالم متطلعة بترقب شديد لرؤية هلال شهر شوال الذي يعلن عن نهاية شهر الصيام .
ومع ان هناك هلال واحدا لكن بعض الدول كالسعودية والسودان وقطر ووالبحرين ولبنان وفلسطين واليوم والكويت والإمارات العربية المتحدة ان يومه الاحد هو اول ايام عيد الفطر لهذه السنة .
بينما أعلنت كل من مصر وسوريا والأردن وسلطنة عمان وتونس وليبيا والجزائر واندونيسيا وباكستان أن الاثنين هو أول أيام العيد بعد تعذر رؤية الهلال.
ولحد الٱن ، فالمغرب ودول إسلامية اخرى لم تعلن موعد عيد الفطر لهذه السنة وبذلك قد يكون يوم الثلاثاء . وبذلك تكون الدول الاسلامية احتفلت بمناسبة دينية واحدة في ثلاثة ايام مختلفة ، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على اختلافها الظاهر للعيان .
متى تتوحد الدول العربية ولو في احتفالاتها ، إلى متى يستمر نزيف الاختلاف بينها حتى في ابسط الامور . لماذا تصر كلها على ترسيخ هذا الشرخ والفرقة بينها وتتعمد الإصرار على الاستمرار في هذا الغي .
لماذا إذن جامعة عربية مع ان العرب يعلمون علم اليقين انها مجرد مسرح للتمثيل على شعوبهم خاصة وعلى العالم عموما بان كلمتهم واحدة ، لكن هيهات ان تكون لهم كلمة واحدة كما يزعمون .
بخصوص الهلال ، فهناك ثلاث دول مشهود لها بدقة مراقبته وبالتاكد من ثبوته ويتعلق الامر بالمغرب وسلطنة عمان والاردن ، وهذا في حد ذاته يصب في مصلحة اتحاد العرب ، ولو انهم اتفقوا مع هذه الدول واتحدوا معها على تحديد موعد المناسبات الدينية ، فسيكون ذلك بمثابة بداية توحد العرب .
الخطير في الامر ان هناك دولا لم تتحد حتى على الصعيد الداخلي فكيف تتحد مع إخوانها و جيرانها الذين تربطهم بها روابط العروبة والإسلام ، فمثلا العراق وسوريا التي أصدر قاضيها الشرعي بيانين متناقضين حيث اعلن في الاول ان الاحد هو يوم عيد الفطر ، ثم تلاه ببيان ثاني يعلن من خلاله ان الإثنين هو الموافق ليوم عيد الفطر .
نفس الامر تكرر مع العراق حيث ان ديوان الوقف السني اعلن في البيان الاول ان الاحد هو يوم عيد الفطر لكنه سرعانما تراجع عن قراره بعد لحظات واصدر بلاغ ثانيا يؤكد من خلاله ان الإثنين هو يوم عيد الفطر في العراق . وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ان هناك ضغوطا سياسية ودينية مورست على ديوان الوقف السني كما اكدت على ذلك حسابات كثيرة على منصة إكس من بينها حساب خالد الفهداوي .
حلم كل عربي ان يجتمع مع إخوته عبر العالم في الاحتفال بمناسبة دينية واحدة ، لكن يبقى هذا حلما بعيد المنال ، ويندرج ضمن خانة سابع المستحيلات
